[اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة]
لمعالي الشيخ: عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية
[بسم الله الرحمن الرحيم]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا: ً
وبعد: فقبل أن أبدأ الحديث عن الدعوة السلفية التي قامت في أواسط القرن الثاني عشر الهجري بقيادة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ عليه رحمة الله ـ فإنه لا بد من لمحة عامة عن حال الجزيرة العربية قبل هذه الدعوة السلفية، فقد شهد القرن الحادي عشر الهجري والنصف الأول من القرن الثاني عشر تحولا في المفهوم الإسلامي لحقيقة التوحيد وحقيقة الشرك بالله سبحانه وتعالى، فعبدت الأشجار والأحجار، وأقيمت الطقوس الخرافية والبدع المصطنعة، وشيدت القبور، وقدمت النذور لغير الله سبحانه وتعالى، ولغربة الإسلام وغلبة الطغام راجت في المجتمع أشكال من البدع المحدثة التي ليست من الإسلام في شيء، حتى في منطلق الدعوة والرسالة مكة والمدينة اللتين شرفهما الله تعالى بنزول القرآن، ومبعث خاتم الرسل والأنبياء، وراج في الناس الشعوذة والسحر وكان وراء ذلك كله علماء السوء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويروجون للعامة والدهماء الأحاديث الموضوعة المخالفة لصريح القرآن والثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في هذه الأجواء وفي هذا المجتمع الحالك بظلمة الضلالة والبدعة والفساد قام شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوته، فحارب الشرك بالله مستعينا به، وأعلنها في الملأ بأن دعاء غير الله من ملك أو نبي أو ولي شرك بالله تعالى، وأن من اتخذ بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم فإنه يكفر بإجماع المسلمين، دليله في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما درج عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، كما حارب كثيراً من المنكرات والمحرمات في الشريعة الإسلامية من