وعليها المساجد والسرج، فجهر بالدعوة والنصيحة، وشدد عليهم حتى أن العامة آذوه وضربوه، ونهبوا ما معه من مال ومتاع وكتب، وأخرجوه من البصرة حافي القدمين. وفي الطريق إلى الزبير كاد أن يهلك لولا رحمة الله وعنايته، فقد وفق الله رجلا من أهل الزبير فأقبل عليه وساعده، وذهب به إلى الزبير، بعدها عاد إلى نجد من طريق الأحساء ونزل على الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي الشافعي. ثم خرج من الأحساء إلى حريملاء، وفي حريملاء نزل على والده وأخذ مرة أخرى يوضح للناس حقيقة التوحيد وينهي عن الشرك والبدع، وبعد أن توفي والده جهر بالدعوة في أسلوب موسع، وأنكروا عليه أشد الإنكار حتى أن الفساق منهم هموا بقتله إلا أن الله أنجاه.
"التخطيط للدعوة الإصلاحية"
كان خبر الشيخ ـ رحمه الله ـ قد ذاع وانتشر في البلاد النجدية، وبعد أن لاقى ما لاقى في حريملاء، قرر الرحيل إلى العيينة لعل الله أن يجعلها موطن الدعوة الإصلاحية (دعوة التوحيد) - رحل الشيخ إلى العيينة واستقبله أميرها وسكانها، وبعد بحث ومناقشة اتفقوا معه على الدعوة إلى تصحيح العقيدة الإسلامية، فما كان من الشيخ إلا أن أمر بهدم القبة المزعومة لزيد بن الخطاب رضي الله عنه فهدمها بيده، وطبقت الحدود، ولم يمض على وجود الشيخ إلا زمن قصير حتى كان أهل العيينة أتباعاً له على الحق من أميرهم إلى وليدهم، وكان للشيخ أتباع مؤيدون لدعوته فيما حول العيينة من البلاد. وما أن رأوا ما حصل في العيينة من أمر الدين حتى توجهوا إليها ونزلوا بها، ولكن ماذا جرى؟ لقد خشي أعداء الدين خطر هذه الدعوة التي تقضي أول ما تقضي على ظلمهم وبطشهم وعدوانهم، فأرسل أمير الأحساء إلى أمير العيينة يأمره بقتل الشيخ وإخراجه من العيينة وإلا فإننا سنقطع عنك الخراج الذي يأتيك منا، فخرج الشيخ من العيينة قاصدا الدرعية.
"انتقال الشيخ إلى الدرعية"
توجه الشيخ إلى الدرعية ونزل عند وصوله إليها ضيفا لمحمد بن سويلم، وكان محمد