للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول: الرد على ادعاء المنصرين أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح:

يزعم النصارى والمنصرون أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن مثل: إنا، ونحن، ونا الفاعلين، وضمائر المتكلمين المستترة وجوباً. إلخ - تدل على ثلاثة آلهة أحدهم المسيح عليه السلام الذي يسعون لإثبات ألوهيته من خلال آيات القرآن. وادعاؤهم هذا قال به نصارى نجران -كما مر- (١) ويقول به غيرهم من المنصرين إلى اليوم.

وضمائر الجمع الآنفة الذكر إما أن تكون دالة من حيث اللغة على الظاهر وهو الجمع، أو دالة على غيره وهو المفرد أو المثنى:

ففي الحالة الأولى وهي: دلالة ضمائر الجمع على ظاهرها (الجمع) فإن هناك أموراً عدة منها:

١- ماحد الجمع حينئذ؟ إن حد الجمع لغةً: ثلاثة فما زاد، أو اثنان فما زاد (٢) .

فإن كان أقل الجمع اثنين فإنه لا حجة للنصارى والمنصرين البتة في ظاهر ضمائر الجمع حينئذ ويكون ذلك هادماً لادعائهم من أركانه.

وإذا كان أقل الجمع ثلاثة فإنه ظاهر الضمائر حينئذ يدل على الثلاثة فما زاد أي: ثلاثة أو أربعة، أو خمسة، أو ألف، أو ألف ألف..إلخ. فما المسوغ الذي


(١) انظر ص (٥) .
(٢) انظر عباس حسن: "النحو الوافي" الطبعة الخامسة، دار المعارف بمصر، ج (١) ص (١١٩و١٣٧) .

<<  <   >  >>