للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماله من طول، وعرض، وصفات وملامح تختلف عن الأول. إلخ، وفلاناً الثالث المختلف في ذاته وملامحه. إلخ عن الاثنين السابقين، مما يجعل الضمير يدل على ثلاثة ذوات منفصل بعضها عن بعض، لذا يقول عبد الرحمن الجزيري: "لنفرض أن ذلك الضمير للجماعة بخصوصها فإنما يدل على جماعةٍ متعددةٍ متباينةٍ كما إذا قال شخص: قمنا أو قعدنا وكان معه غيره فإنه لا يفهم منه لغة إلا أن المتكلم معه زيد وعمرو وهما غيره، فمن أين يأتي هذا الاتحاد والتركيب المزجي" (١) ؟

كما يقول ابن تيمية: "وقوله: {إِنَّا نَحْنُ} لفظ يقع في جميع اللغات على من كان له شركاء وأمثال وعلى الواحد" (٢) . ولذلك إن كان الضمير – فرضاً - دالاً على الثلاثة فإنه يعني - كما مر - ثلاثة ذوات مختلفة إحداهن عن الأخريين. وهذا أمر يرفضه النصارى أنفسهم إذ يتناقض مع ما يعتقدونه من أن إلههم ذات واحدة وليس ثلاثة ذوات، وتفصيل اعتقادهم - كما هو معروف - ثلاثة أقانيم في ذات واحدة في مصادمة للعقل والمنطق لا يقبلها سليم عقل البتة، بينما ضمائر الجمع تدل على ثلاثة ذوات متغايرة، وذلك بعد افتراضنا الحصر على الثلاثة.

وعليه ليس للنصارى مُتمسَّك في ضمائر الجمع إن دلت على ظاهرها لأنها سوف تدل على اثنين فأكثر دون وجود مسوغٍ يحصر الدلالة في الثلاثة وهذا كما مر آنفاً مسقط لدعواهم.


(١) الجزيري: "أدلة اليقين" ص (٢٢٠-٢٢١)
(٢) ابن تيمية "الجواب الصحيح "ج٣/ص ٤٤٨) .

<<  <   >  >>