للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الجميح: منقذ بن الطماح في زوجته:

أمست أمامة صمتاً ما تكلمنا ... مجنونة أم أحست أهل خَرُّوبي

فإن تقري بنا عيناً وتختفضي ... فينا وتنتظري كري وتغريبي (١)

فضمائر المتكلمين في: أجارتنا، وتصلينا، وتصرمينا، ونخبرك، وتخبرينا، ونسألك وسألنا وعدنا وآذنتنا، كلها ضمائر جمع للمتكلمين قصد بها الواحد كما هو واضح من السياق.

٣- من الشواهد اللغوية في القرآن التي استخدمت فيها ضمائر الجمع للدلالة على غير الجمع مع أن الضمائر فيها تعود إلى غير الله سبحانه وتعالى ما يأتي:

قوله تعالى {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء: ٧٨) . وقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (فصلت: ١١) .فالضمير في قوله (لحكمهم) ضمير جمع يدل على المثنى وليس على الثلاثة فأكثر ولا على الواحد وكذلك ياء الجماعة في (طائعين) ومثل ذلك قوله (أتينا) هذه بعض أمثلة استخدام ضمائر الجمع للدلالة على المثنى.

أما استخدام ضمائر الجمع في القرآن للدلالة على المفرد فشواهدها:

قوله تعالى عن الخضر {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ


(١) المفضل بن محمد الضبي: "المفضليات" تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون، الطبعة السابعة، دار المعارف مصر، ص (٣٤-٣٥) .

<<  <   >  >>