للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالآية تدل على أمور منها:

١) نهي النصارى عن الغلو في دينهم وتحذيرهم بأن لا يقولوا على الله -سبحانه وتعالى- إلا الحق ومن أول ذلك: عدم الغلو في المسيح فهو ليس إلا رسول الله -سبحانه وتعالى- وعبد من عبيده.

٢) نسبت الآية عيسى نسباً بشرياً بيناً إلى أمه مريم بنة عمران عليهما السلام.

٣) حذر الله النصارى عن أن يقولوا بالتثليث ومنه إدخال عيسى واحداً من الثلاثة المزعومين بإعتباره أنه إله منهم.

٤) أوضحت الآية على سبيل الحصر أن الله -سبحانه وتعالى- ليس إلا إلهاً واحداً منزهاً عن أن يكون له ولد وهذا يرد على إدعائهم أن عيسى ابن الله.

٥) هذه الآية حجة برهانية قاطعة تثبت بلغة الأرقام أن الله واحد أحد وحدانية لا يشوبها أدنى احتمال للشراكة معه وذلك من خلال نفيها للثلاثة والتثليث وإثباتها في الوقت نفسه أن الله واحد احد صمد لم يلد ولم يولد وليس واحداً في ثلاثة أو ثلاثة في واحد مع تحذير النصارى عن القول بالتثليث وتوعدهم على القول به.

٦) أبانت الآية أن عيسى - عليه السلام - كلمة الله ألقاها إلى مريم فما المقصود بأنه كلمة الله؟ أو كلمة منه؟

يقول الإمام أحمد - رحمه الله - "المعنى في قوله جل ثناؤه {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} (النساء:١٧١) .فالكلمة التي ألقاها إلى مريم: حين قال له كن، فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن،

<<  <   >  >>