للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأناجيل أنه ذهب إلى مصر وهو صبي هو وأمه مع يوسف النجار (١) - والله أعلم بذلك - إضافة إلى ما زعمت الأناجيل أنه نَسَبٌ للمسيح عليه السلام ذلك النسب المضطرب اضطراباً كبيراً كما هو معروف (٢) . لعل هذا - فيما اطلع عليه الباحث - هو أغلب ما يعرفه النصارى من تاريخ عيسى عليه السلام إلى مبعثه انطلاقاً من الأناجيل الحالية ولذا فإن القرآن الكريم {يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (النمل:٧٦) .

لهذا كله سوف يُقتصر في الرد عليهم من خلال القرآن على أهم المعجزات التي بنى بعض النصارى والمنصرين عليها دعوى ألوهية المسيح عليه السلام ولاسيما إحياء الموتى والإخبار بالغيب.

وقبل الدخول في هذا الموضوع لابد من بيان ما يأتي:

١) أن هذه المعجزات بإذن الله كما قال جل وعلا على نحو عام: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (الرعد: ٣٨) .

وكما قال تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} (الجن:٢٦-٢٧) .

وكما قال تعالى على نحو خاص في عيسى عليه السلام: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} (المائدة: ١١٠) وقوله تعالى {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ


(١) متى (٢: ١٣-١٥) .
(٢) انظر متى (١: ١-١٧) ولوقا (٣: ٢٣-٣٨) .

<<  <   >  >>