للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنطقياً كل من شارك عيسى عليه السلام بإحياء الموتى فهو إله كعيسى بجامع إحياء الموتى وتأليه هؤلاء البشر نتيجة كاذبة يكذبها النصارى قبل غيرهم ولما كانت النتائج كاذبة والمقدمات (الصغرى) مسلمة - ولاسيما المقبول منها عند المسلمين والنصارى - ثبت عقلاً أن العلة - أو المقدمة الكبرى في قياس الشمول - هي سبب بطلان النتائج وكذبها. وهذا ما تدل عليه آيات القرآن ونصوص التوراة والأناجيل من أن حصول معجزة إحياء الموتى على يد أحد من البشر وإن كان نبياً أو صالحاً ليس دليلاً على ألوهيته. مما يسقط دعوى النصارى في تأليه عيسى لأنه أحيا موتى إذ تبين أن هذا ليس علة للألوهية حيث قام بهذا الإحياء مَنْ ليس بإله مِن الرسل والأنبياء بإذن الله بل ومن ليس من الأنبياء أو الرسل.

ثم كيف وقد نص القرآن قبل هذا وورد في الأناجيل فيما يختص بعيسى أن معجزاته كانت بإذن الله سبحانه وتعالى (١) خالق عيسى وإلهه وإله الخلق أجمعين. كما مر (٢) من الآيات والنصوص الدالة على بشرية عيسى وعبوديته الشيء الكثير. إن هذا كما أنه نافٍ لألوهية عيسى مبين لكذب دعواهم على القرآن أنه قد يلمح إلى ألوهية المسيح فضلاً عن أن يؤيدها.

ثانياً: الإخبار بالغيب:

من أمثلة ذلك ماجاء في العهد الجديد وهو قول بولس "والآن أنذركم أن تسيروا لأنه لا تكون خسارة نفس واحدة منكم إلا السفينة لأنه وقف بي


(١) انظر ص (٤٦)
(٢) انظر ص (١٩و٢٠)

<<  <   >  >>