للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنشدني الفقيه أبو عبد الرحمن النيلي لنفسه:

إذا رأيتَ الوداعَ فاص ... بِرْ ولا يهُمّنّك البِعادُ

وانتظرِ العَوْدَ عن قريبٍ ... فإنَّ قلبَ الوداعِ عادوا

وله:

أشفقتُ لمّا حلَّ أصداغُه ... ساحةَ خَدٍّ جَمْرهُ مُحرقُ

فانقلبتْ أصداغُه كلّها ... سالمةً واحترقَ المُشفقُ

وقال كثيّر بن عبد الرحمن:

يُكلِّفُها الخنزيرُ شتمي وما بها ... هواني ولكنْ للمليكِ استذلَّتِ

هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مُخامر ... لعَزّةَ من أعراضنا ما استحلّتِ

فوالله ما قاربتُ إلاَّ تباعدتْ ... بصرْمٍ ولا أكثرتُ إلاَّ أقلّتِ

وإنّي وتَهْيامي بعزّةَ بعدَ ما ... تخلّيتُ ممّا بيننا وتخلّتِ

لكالمرتجي ظلَّ الغمامة كلّما ... تَبوّأ منها للمقيل اضْمَحلّتِ

وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

ألا ليتَ أنّي يومَ تُدعى جِنازتي ... أشمُّ الَّذي ما بين عينيكِ والفَمِ

وليتَ طَهوري كان ريقَكِ كلَّه ... وليتَ حَنوطي من مُشاشك والدمِ

وليتَك من بعدِ المماتِ ضَجيعتي ... هُنا وهُنا في جنّةٍ أوْ جَهنّمِ

وقال مجنون بني عامر:

ولقدْ هممَتُ بقتلِها من أجلها ... كيْما تكونَ خصيمتي في المحْشَرِ

حتَّى يطولَ علَى الصراط وقوفُنا ... فتلَذّ منها مُقْلتايَ بمنظَرِ

ثمَّ ارتجعتُ فقلتُ روحي روحُها ... لمّا همَمْتُ بقتلِها لم أقْدرِ

وقال عبد الرحمن بن حسان:

قد كنتُ أعذلُ في السفاهةِ أهلَها ... فاعجَبْ لما تأتي به الأيّامُ

فاليوم أعذرُهم وأعلَمُ إنَّما ... سُبلُ الغواية والهُدى أقسامُ

وقال آخر:

يا موقدَ النّار يُذكيها ويُخمدها ... قُرُّ الشّتاء بأرواحٍ وأمطارِ

قُمْ فاصطَلِ النَّارَ من كبدي مُضرّمةً ... للشوق تَغْنَ بها يا موقِدَ النَّارِ

ويا أخا الذَّوْد قد طال الظماء به ... لم يدرِ ما الرِّيّ من جَدْب وإقتارِ

ردّ العطاش علَى عيني ومحجرها ... ترو العطاش بدمع واكف جارِ

يا مدمعَ العينِ إنْ جدّ الرحيلُ فلا ... كانَ الرحيلُ فإني غيرُ صبّارِ

وقال آخر:

استر هواكَ من الَّذي تهوى ... لا تُفْضينّ إليه بالشكوى

فلرُبَّ مُمْتنعٍ علَى طلب ... خلّيتُه فانقادَ لي عفَوا

جُبِلوا علَى إكرام مبغِضهم ... وعلى التهاوُنِ بالذي يَهْوى

آخر:

غلامٌ كان مطروحاً لدينا ... كطرحة ف.... حين.... جي

فلما قيل معشوقٌ تعالى ... علوَّ النجمِ في فَلك البُروجِ

ولو جملُ السقاية لَقّبوه ... بمعشوق لحذّف باذروجي

أنشدني أبو العبَّاس بن اللحام، قال: أنشدني والدي علي بن الحسين لنفسه:

بكرَ الربيعُ وذو الهَوَى لا يُعْذَر ... ما لم يكنْ للَّهوِ فيه مبكرُ

فاطوِ الظلامَ بضوءِ كأسكَ واسْقني ... عذراءَ قَصّر عن سِنيها قيصَرُ

خلتِ السنون بروحها حتَّى صفَتْ ... فكأنها في الكأسِ شمسٌ تَزْهرُ

كم موردٍ للحُسْنِ فيه ومنهلٍ ... إن عبَّ لهوك فيه عزّ المصدَرُ

يُلهيك عن ورد الخدودِ بوَرْده ... وكأنَّ نرجِسَه عيونٌ تنظرُ

من كلّ شاخصةِ الجفونِ كأنها ... والشَّمْسُ طالعة ظباءٌ تُذْعَرُ

وكأن نَوْرَ الأُقحوانِ تبسُّماً ... فيه ثُغورُ خرائدٍ ما تُثْغرُ

ومُداهن من نار آذريونَها ... يذكو قرارتهنّ مسكٌ أذفَرُ

وكأنما زهرُ البنفسج فوقَها ... المرجانُ والمنثورُ دُرّ يُنْثَرُ

وقال أبو أحمد منصور بن أبي منصور قاضي هَراة:

الله جارُ عصابةٍ رَحلوا ... ساروا وقلبُ الصبِّ عندهمُ

ما الشأنُ عندي في رحيلهمُ ... الشَّأنُ كيفَ بقيتُ بعدهُمُ

وقال آخر:

لا تُظهِرَنَّ محبَّةً لحبيبِ ... فترَى بعينكَ منه كلَّ عجيبِ

أظهرتُ يوماً للحبيبِ مودَّتي ... فأخذتُ من هجرانِهِ بنَصيبِ

وقال آخر:

تَفانيتُ حتَّى كِدتُ أخفَى من القَضَا ... ويَعمَى مَجَسِّي عن عيونِ حِمَامي

ولو أنَّ أحداثَ الزَّمانِ طلبْنَنِي ... بخير وشرّ ما عَرفنَ مقامِي

آخر:

<<  <   >  >>