للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأيدي نِعَمي أسْوِرَةً ... ولآذانِ المعالي شُنُفا

وقال محمد بن عبد الله الزوزني قاضي مرو:

تلاقت بيوت المجد من كل جانبٍ ... عليه فأمسى وهو واسطةُ العقدِ

وقد علمت أمُّ المكارم أنهُ ... أبر بنيها حين ناغته في المهدِ

وقال أبو مطرح العبدلكاني:

يا سماءَ العُفاةِ ها أنا أرضٌ ... نشَّ مائي ومنبتي مَنكودُ

أيّها البحرُ جد لنا بسجال ... إنَّما البحرُ بالسّجالِ يجودُ

دخل أبو الوازع محمد بن عبد الخالق بن أبي روح السلمي الزوزني على محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان مؤدبه، ومحمد لابس سواداً فلما رآه ألقى السواد ولبس البياض هيبة له، فأنشأ أبو الوازع يقول:

رأيتك في السوادِ فقلت: بدرٌ ... بدا في ظلمة الليل البهيمِ

فألقيتَ السواد فقلت: شمسٌ ... محت بشعاعها ضوء النجومِ

وقال بعض الأعراب:

إذا سألتَ الوَرَى عن كلِّ مكرُمةٍ ... لم تُلْفِ نسبتَها إلاَّ إلى الهَوْلِ

فتًى جواداً أعارَ النِّيلَ نائلَه ... فالنِّيلُ يشكرُ منه كثرَةَ النَّيْلِ

إن قابل الخيل في جأْواءَ باسلةً ... خلَّى المكافِحَ في خوفٍ وفي وَيْلِ

أو عارضَ الشَّمْسَ ألقى الشَّمْسَ مظلمةً ... أوْ زاحمَ الصُمَّ ألجاها إلى المَيْلِ

أمضى من النجمِ إن نابتْهُ نائبةٌ ... وعندَ أعدائه أجرى من السيْلِ

يُقصّرُ المالُ عنه في مكارمه ... كما يقصِّرُ عن أفعاله قَوْلي

لا يستريحُ إلى الدُّنيا ولذّتها ... ولا تراه إليها ساحبَ الذيْلِ

وقال زهير بن أبي سلمى:

إنَّ البخيلَ مَلومٌ حيث كانَ ول ... كنَّ الجوادَ علَى عِلاّته هَرِمُ

هو الجوادُ الَّذي يُعطيكَ نائلَه ... عفْواً ويُظلمُ أحياناً فَيظَّلِمُ

آخر:

نفْسُ عِصامٍ سوَّدَتْ عِصاما

وعَلّمتْه الكرَّ والإقْداما

فتركتْهُ مَلِكاً هُماما

وقال آخر:

ليهنِكَ إنّي لا أرى لكَ عائباً ... سوى حاسدٍ والحاسِدونَ كثيرُ

وإنّكَ مثلُ الغيْثِ أمّا وُقوعه ... فخِصْبٌ وأمّا ماؤُه فطَهورُ

وقال آخر:

لا ماتَ أعداؤُكَ بل خُلِّدوا ... حتَّى يروا منكَ الَّذي يُكْمِدُ

ولا خلوْتَ الدَّهرَ من حاسدٍ ... وإنَّما الفضلَ لمن يُحْسَدُ

وقال آخر:

مُحَسّدون علَى ما كانَ من نِعَمٍ ... لا ينزعُ الله عنهم مالهُ حُسِدوا

وقال أبو القاسم طاهر بن القاسم الخبزري في أبي علي الصغاني:

تبَدَّ بحمدِ خالِقنا العليِّ ... وصلِّ علَى النبيِّ الأبطحِيِّ

لقد خلقَ المهيمنُ ألفَ بحرٍ ... وألفي ألف ليثٍ هِبْرَريِّ

وطودَ مفاخرٍ وعلوَّ نجمٍ ... وحدّةَ كلِّ عضْبٍ مَشْرفيِّ

فجسّمها الإلهُ معاً جميعاً ... فسمّاها الأميرَ أبا عليِّ

وقال أبو الطيّب المتنبي:

إذا ما العالَمونَ أتوكَ قالوا ... أفِدْنا أيُّها الحبرُ الهُمامُ

إذا ما المُعْلِمون رأوْكَ قالوا ... بهذا يُعْلَم الجيشُ اللُّهامُ

لقد حسُنتْ بكَ الأوقاتُ حتَّى ... كأنَّكَ في فمِ الزمنِ ابتسامُ

تَلَذُّ له المروّةُ وهي تُؤذِي ... ومن يَعشقْ يَلَذُّ له الغَرَامُ

تعلَّقَها هوَى قيسٍ لليلَى ... وواصلَهَا فليسَ بهِ سَقَامُ

وقال نابغة بني جعدة:

أتينَا رسولَ الله إذْ جاءَ بالهُدَى ... ويتلُو كتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا

بلغنَا السَّماءَ مجدَنَا وفعالَنَا ... وإنَّا لنرجو فوقَ ذلكَ مظهَرَا

وقال البحتري:

وإذا أبو الفضلِ استعارَ رغيبةً ... في المكرُماتِ فمن أبي يَعقوبِ

شَرَفٌ تتابَعَ كابراً عن كابرٍ ... كالرُّمحِ أُنبوباً علَى أُنبوبِ

وكذا النّجابَةُ لا يكونُ تمامُها ... لنجيبِ قومٍ ليسَ بابنِ نجيبِ

وقال أبو الفتح الكاتب البستي:

أبوكَ كريمٌ غير أنَّكَ سابقٌ ... مَداهُ بلا جَوْرٍ عليهِ ولا ذَيْمِ

فلا يعجبنَّ النَّاسُ ممَّا أقولُه ... وأقضِي بهِ فالغيثُ أندَى من الغَيْمِ

آخر:

ما لقِينا من جودِ فضلِ بنِ يحيَى ... تركَ النَّاسَ كلَّهم شُعَراءا

<<  <   >  >>