لا تنكِرَنَّ إذا أرسلتُ نحوَكَ مِن ... علومكَ الغُرِّ أوْ آدابكَ الظُّرفَا
فقَيِّمُ الباغِ قد يهدِي لمالكِهِ ... برسْمِ خِدمتِهِ من باغِه التُّحَفَا
وقال أيضاً:
جَمالُ معيشةِ المثْرِي ... جمالٌ تُدمنُ الحَرَكَهْ
إذا برَكَتْ علَى نابٍ ... أناخَتْ لحولَهَا البَرَكَهْ
وقال آخر:
إذا شئتَ أنْ تَقتاسَ أمرَ قبيلةٍ ... وأحلامَهَا فانظُرْ إلى مَنْ يسودُها
تراهَا إذا كانتْ عزائمُ أمرِهَا ... إلى خيرِها صلْباً علَى البَرْي عودُها
وقال آخر:
عرفْنَا الجودَ منكَ وما عَرضْنَا ... لسخلٍ بعدُ منكَ ولا ذَنُوبِ
ولكنْ دارةُ القَمَرِ استدارتْ ... فدلَّتْنا علَى مَطَرٍ قَريبِ
آخر لأبي جعفر البحَّاث:
ومُلكُ بني سَامان كفٌّ قويَّةٌ ... ورأْيُ بني جَيْهانَ فيها الأصابعُ
وقال الشمَّاخ بن ضرار:
رأيتُ عَرابَةَ الأوسِيَّ يَجرِي ... إلى الخيراتِ مُنقطعَ القرينِ
إذا ما رايةٌ رُفعتْ لمجدٍ ... تلقَّاها عَرابَةَ باليمينِ
آخر:
لا تَحجُبُ السّتْرُ مُحَيَّاهُ وقدْ ... تحجبُهُ هيبتُه إذا بَدَا
وقال عتَّاب بن ورقاء:
لا يُصطلَى بنارِهم عندَ الوغَى ... بل يُصطلَى بنارِهم عندَ القِرَى
مَعَاذُ كلِّ راغبٍ وراهبٍ ... إذا أتَى نادِيَهمْ ألقَى العَصَا
لا تُنطَقُ العَوراءُ في نادِيهم ... ولا يَحُلُّونَ إلى الجهلِ الحِبَى
هُمُ الجبالُ امتنعتْ أنْ تُرتَقَى ... هُمُ البحورُ ليسَ يَعْلوها القَذَى
هُمُ النُّجومُ طالعٌ وآفلٌ ... يعلُو لهم غرْسٌ إذا غرْسٌ خَوَى
آخر:
نجومُ سماءٍ كلَّما غابَ كوكبٌ ... بَدَا كوكبٌ تأوِي إليه كواكبُهْ
آخر:
للخيرِ مهتبِلٌ للشَّرِّ معتزِلٌ ... للمالِ مبتذِلٌ بالبذلِ مُجتذِلُ
أنشدني الفقيه أبو بكر الحصيري:
أنتَ عليٌّ وهذه حَلَبُ ... قد نَفِدَ الزَّادُ وانتَهَى الطَّلبُ
وعبدُكَ الدَّهْرُ قد أضرَّ بنا ... إليكَ من ظلمِ عبدِكَ الهَرَبُ
وقال عنترة العبسيّ:
إنِّي امرؤٌ من خيرِ عبسٍ منصباً ... شَطْرِي وأَحمِي سَائِرِي بالمنصلِ
إنَّ المنيَّةَ لو تُمَثَّلُ مُثِّلتْ ... مثلِي إذا نَزلوا بضنْكِ المنزِلِ
ولقد أبِيتُ علَى الطوَى وأظَلّه ... حتَّى أنالَ بهِ كريمَ المأكَلِ
آخر:
تقولُ سُلَيْمَى لو أقمتَ بأرضِنا ... ولم تدرِ أنِّي للمَقَامِ أطُوفُ
آخر:
وأختارُ بُعْدَ الدَّارِ منكم لتقربُوا ... وتسكبُ عينايَ الدّموعَ لتجمَدَا
وقال سحيم عبد بني الحسحاس:
أشعارُ عبدِ بني الحَسْحاسِ قمنَ لَهُ ... عندَ الفَخَارِ مَقامَ الأصلِ والوَرَقِ
إنْ كنتُ عبداً فنفسِي حُرَّةٌ أبداً ... أو أسودَ الخَلْقِ إنِّي أبيضُ الخُلُقِ
وقال الحسن بن هانئ:
ذَرينِي أُكثِّرْ حاسديك برحلةٍ ... إلى بلدٍ فيها الخصيبُ أميرُ
إذا لمْ تَزُرْ أرضَ الخصيبِ ركابُنَا ... فأيُّ فتًى بعدَ الخصيبِ تَزورُ
فتًى يَشترِي حُسنَ الثَّناءِ بمالِهِ ... ويعلَمُ أنَّ الدَّائراتِ تَدورُ
فما جازَهُ جُودٌ ولا حلَّ دونَهُ ... ولكنْ يَصيرُ الجُودُ حيثُ يصيرُ
وقال أيضاً فيه:
منحتكُم يا أهلَ مصرَ نصيحتِي ... ألا فخُذُوا من ناصحٍ بنصيبِ
رماكُم أميرُ المؤمنينَ بحيَّةٍ ... أكولٍ لحيَّاتِ البلادِ شَروبِ
فلا تَثِبُوا وثْبَ السّفاهِ فتركبوا ... علَى ظهرِ صعبِ الرَّأسِ غير رَكوبِ
فإنْ يكُ باقِي إفكِ فرعونَ فيكُم ... فإنَّ عَصَا موسَى بكفِّ خَصيبِ
وقال أيضاً:
تتَنَحَّى حوادثُ الدَّهْرِ عمَّن ... كانَ في جانِبِ الخصيبِ مُقيمَا
فاسألنهُ إذا سألتَ عظيماً ... إنَّما يُسألُ العظيمُ عظيمَا
وقال آخر:
بأيِّ الخصْلتينِ عليكَ أُثنِي ... فإنِّي عنكَ مُنْصَرفِي مَسُولُ
أبا الحُسْنَى فليسَ لها ضياءُ ... عليَّ فمنْ يُصدّق ما أقولُ
أم الأُخرَى فلستَ لها بأهلٍ ... وأنتَ لكلِّ مكرمةٍ فَعولُ