للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول: إنه سبق الخيل القرح! وهو بعد في شعره الذي ولد فيه، وهو في العقيقة: في بطن أمه لم ينفصل بعد وهذا كقول الشاعر:

قد سبق الأبلق وهو رابض

فكيف لا يسبق وهو راكض؟!

ثم قال: إنه زاد في طول الساق على الظليم. وهو محمود في الخيل وتوصف به.

وزاد في الوقع على الصواعق

وزاد في الحذر على العقاعق

يقول: إن الصوت من وقع حوافره يزيد على وقع الصاعقة النازلة عند صوت الرعد! وقيل: أراد أن صوت وقع حوافره أشد من صوت الرعد، وإن زاد في الحذر على العقعق الذي ليس في الطير أحذر منه!

وزاد في الأذن على الخرانق

يميز الهزل من الحقائق

الخرانق: جمع خرنق، وهو الأنثى من ولد الأرنب. ولا شيء أسمع منها، وقيل إن أذنه زائد الطول.

ثم بين أنه يميز الهزل من الجد بحدة سمعه وذكاء فؤاده إذا ركبه.

وينذر الركب بكل سارق

يريك خرقاً وهو عين الحاذق

يريد: أنه لا ينام الليل، فمتى جاء السارق أصحابه صهل حتى ينبههم! كأنه حارس، ويريك من نشاطه وعدوه ما يوهم أنه أخرق وهو حاذق.

يحك أنى شاء حك الباشق

قوبل من آفقةٍ وآفق

الباشق: يكسر ويفتح، وها هنا لا يجوز إلا بالكسر.

يقول: إنه للين مفاصله وطول عنقه، يحك من جسده أي موضع شاء، كالباشق. والآفق: الفاصل الشريف من كل شيء. والآفقة: مؤنثة.

يعني أنه كريم من قبل أبيه وأمه وهو كريم الطرفين، قد قابلت أباؤه أمهاته في الكرم.

بين عتاق الخيل والعتائق

فعنقه يربي على البواسق

العتاق: جمع عتيق. والعتائق: جمع العتيقة. يعني: أنه كريم الآباء والأمهات.

ثم يقول: إن عنقه يزيد على النخل الطوال.

وحلقه يمكن فتر الخانق

أعده للطعن في الفيالق

يقول: إن حلقه لرقته يمكن فتر الخانق منه، فيمكنه أن يقبض عليه بفتره، ثم قال: هو عده لي، للطعن في الفيلق: وهو العسكر العظيم.

والضرب في الأوجه والمفارق

والسير في ظل اللواء الخافق

يقول: هو عدة لي أقاتل عليه أعدائي، وأسير عليه تحت اللواء الخافق: وهو المتحرك المضطرب.

يحملني والنصل ذو السفاسق

يقطر في كمي إلى البنائق

السفاسق: الطرائق في متن السيف كالسراب، وبنائق القميص: الخرق التي تلف البدن من جانبيه، وهي الدخرصة.

يقول: يحملني هذا المهر والسيف يقطر من دماء أعدائي فيختضب كمي وبنائقي.

وقيل: أراد أنه يحملني وأنا متقلد بسيفي، فهو يتحرك بين كمي وبنائقي

لا ألحظ الدنيا بعيني وامق

ولا أبالي قلة المرافق

يقول: يحملني وأنا على هذه الحالة، إذا ركبته في الحرب لم أرغب في الحياة، فأطرح نفسي على الموت ولا أبالي بقلة الأرفاق.

وقيل: هذا منقطع. أي لا أبالي بالدنيا! لعلمي أنها غدارة، ولا أبالي بقلة الأصحاب لعلمي بنفاقهم.

أي كبت كل حاسدٍ منافقٍ

أنت لنا وكلنا للخالق

يقول: يا مهري الذي يكبت كل حاسد كمداً، أنا أملكك والله يملك جميع الخلق.

وقيل: أراد الممدوح أي أنت ملجأنا وكلنا نفتقر إلى الله تعالى.

وكبست أنطاكية، فقتل المهر والحجرة فقال يندب مهره وفرسه:

إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ... فلا تقنع بما دون النجوم

غامرت: أي طرحت نفسك في غمرة الحرب.

يقول: إذا غررت بنفسك في شرف طالباً له، فلا تطلب إلا أعظمه، وحدث نفسك بأنك تنال النجوم بعزمك.

فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ ... كطعم الموت في أمرٍ عظيم

يقول: إن طعم الموت في الحالين لا يختلف، فاختر لنفسك أشرف الأمور وأحسنها.

ستبكي شجوها فرسي ومهري ... صفائح دمعها ماء الجسوم

شجوها: نصب على المصدر، ويكون من الشجو، وقيل: نصب على المفعول له. كأنه جعل الشجو علة للبكاء، وفاعل تبكي: الصفائح ومفعوله فرسي.

يقول: سأشفي نفسي بقتل من قتلهما، فتجري دماء سيوفي كأنها دمع باكٍ على فرسي ومهري.

قربن النار ثم نشأن فيها ... كما نشأ العذارى في النعيم

يقول: إن هذه السيوف قد جعلت النار غذاء لها، وأراد أنها نشأت في النار واكتسبت منها جوهراً وصفاءً، كالعذارى إذا ربين في النعيم.

وفارقن الصياقل مخلصاتٍ ... وأيديها كثيرات الكلوم

<<  <   >  >>