للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلج: القوي البنية المعالج للتعب. وقوله: بأربعة أراد العضو. وينبغي أن يقول: إنه يمشي تحت العلوج إلى خلفه؛ حرصاً على استيفاء ما يدخل فيه! ولكن لجامه في خلفه: أي في إسته.

وجفونه ما تستقر كأنها ... مطروفةٌ أو فت فيها حصرم

مطروفة من قولهم: طرفته، أي ضربت طرفه.

يقول: إن جفونه لا تستقر، فكأنه أصيب بشيء من رمد ونحوه، أو عصر فيها حصرمٌ أشار بهذا إلى أن في عينه آفة.

وقيل: أراد أنه يحرك أجفانه لاستدعاء العلوج للمعنى الذي رماه به أولاً.

وإذا أشار محدثاً فكأنه ... قردٌ يقهقه أو عجوزٌ تلطم

يقول: إذا نطق ازداد حقارة، فكأنه قرد حين يضحك، أو عجوز لطمت في مناحة وبكت. ولا يضحك شيء من الحيوانات إلا الإنسان والقرد.

يقلي مفارقة الأكف قذاله ... حتى يكاد على يدٍ يتعمم

قوله: يقلى. أي يبغض، وفاعله: قذاله. ومفارقة الأكف: مفعوله.

يقول: إنه تعود أن يصفع، فقذاله: يكره مفارقة الأكف، حتى كأن الأيدي عمائم، لإحاطتها به.

وقيل: معناه لا يميل إلى مفارقتها. والقذال: مؤخر الرأس.

وتراه أصغر ما تراه ناطقاً ... ويكون أكذب ما يكون ويقسم

يقول: هو حقير المنطق، فإذا تكلم زاد حقارة لعيه، ولكنه أكثر ما يكون كذلك في قوله: إذا وكد كلامه بقسم وأيمان.

والذل يظهر في الذليل مودةً ... وأود منه لمن يود الأرقم

الأرقم: ضرب من الحيات.

يقول: إن الذليل يظهر المودة لمن أذله؛ ليتقي شره، ولكن الأرقم أشد حباً منه لمن يحبه، إذا قدر عليه.

ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

يقول: إن عداوة الساقط تدل على مباينة طبعه لطبعك فينفعك ومودته تدل على المناسبة فيضرك! وقيل: أراد أن عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل، فتلك العداوة ربما تتضمن منفعة وهذه الصداقة ربما تتضمن مضرة وشراً.

أرسلت تسألني المديح سفاهةً ... صفراء أضيق منك، ماذا أزعم؟!

صفراء: اسم أم المهجو، أو اسم امرأته. يعني: إنك تسألني المديح وما عسى أن أقول لك؟ وأنت أوسع منها!

أترى القيادة في سواك تكسبا ... يابن الأعير وهي فيك تكرم؟!

الأعير: تصغير الأعور.

يقول: إن غيرك يتكسب بالقيادة، وأنت تقود على أهلك وتعده تكرما! ومثله قول الآخر:

تراه من جوده ومن كرمه ... يحمل أضيافه إلى حرمه

فلشد ما جاوزت قدرك صاعداً ... ولشد ما قربت عليك الأنجم

شدما كقولك: نعما، وبئسما.

يقول: ما اشد ما جاوزت قدرك حتى سألتني أن أمدحك، وهو أبعد من النجوم، صاعداً نصب على الحال.

وأرغت ما لأبي العشائر خالصاً ... إن الثناء لمن يزار فينعم

قوله: أرغت. أي طلبت، وقيل: أملت إلى نفسك، وخالصاً نصب على الحال.

يقول: طلبت المديح الذي هو لأبي العشائر خالصاً، لأنه لا يستحقه إلا من ينعم على زائره، وهو أبو العشائر.

ولمن أقمت على الهوان ببابه ... تدنو فيوجأ أخدعاك وتنهم

الأخدعان: عرقان في العنق معروفان. وتنهم: أي تزجر.

يقول: إن الثناء لمن تقيم على بابه مهينا، كلما دنوت منه تزجر وتصفع، فكيف أمدحك وهذه حالك؟!

ولمن يهين المال وهو مكرمٌ ... ولمن يجر الجيش وهو عرمرم

العرمرم: الجيش الكثير. يمدح أبا العشائر. يعني: أنه يكرم نفسه بإهانة المال وهو يقود الجيش الكثير، يصفه بالكرم والشجاعة.

ولمن إذا التقت الكماة بمأزقٍ ... فنصيبه منها الكمي المعلم

المأزق: مضيق الحرب.

يقول: إن المدح يكون لمن يكون في مضيق الحرب، ويقتل كل شجاع معلم: أي له علامة.

ولربما أطر القناة بفارسٍ ... وثنى فقومها بآخر منهم

يقول: ربما طعن فارساً، فانعطفت قناته، فطعن بها آخر فقومها فيه كما تقوم الثقاف.

والوجه أزهر، والفؤاد مشيعٌ ... والرمح أسمر والحسام مصمم

يقول: يفعل ذلك بوجه أزهر وله رمح أسمر، وسيف مصمم قاطع يمضي في العظام.

أفعال من تلد الكرام كريمةٌ ... وفعال من تلد الأعاجم أعجم

يقول: فعل كل أحدٍ على قدر أصله، وهو من قوله تعالى: " قل كلٌّ يعمل على شاكلته ".

ولقي أبا الطيب بعض الغزاة بدمشق، فعرفه أن ابن كيغلغ لم يزل يذكره في بلد الروم، فقال أبو الطيب يهجو ابن كيغلغ:

<<  <   >  >>