للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دهمته تطاير الزّرد المح ... كم عنه كما يطير النّسيل

النسيل: الوبر الساقط عن البعير. والهاء في دهمته للعدو.

يقول: دهمت العدو خيل سيف الدولة ومواليه فجأة، فكانت تضربه فتطاير حلق الدرع عنه، كما يسقط الوبر عن البعير، فلا تغنيه الدرع.

تقنص الخيل خيله قنص الوح ... ش ويستأسر الخميس الرّعيل

الرعيل: القطعة من الخيل المتقدمة.

يقول: خيله تصطاد خيول الأعداء اصطياد الوحش، والرعيل من خيله، يأسر الجيش العظيم من عسكر الأعداء.

وإذا الحرب أعرضت زعم الهو ... ل لعينيه أنّه تهويل

الهول: الخوف العظيم، وكل أمر عظيم، والتهويل: ما لا حقيقة له. وأعرضت: أي قربت وظهرت.

يقول: إذا عرضت لسيف الدولة الحرب لم يعبأ بهولها، بل يستحقرها، فكأن الهول يقول: ليس لي حقيقة، فلا تبالي بي؛ لأني تهويل ولست بهول.

فإذا صحّ فالزّمان صحيحٌ ... وإذا اعتلّ فالزّمان عليل

يقول: أحوال الزمان منوطة به، فاستقامة الزمان وصحته باستقامة أمره، وصحته وعلته، باعتلاله.

وإذا غاب وجهه عن مكانٍ ... فيه من نثاه وجهٌ جميل

النثاء: في الخير والشر والثناء: في الخير خاصة.

يقول: إذا غاب وجهه عن مكان، ناب عنه ذكره الجميل فيه مناب وجهه.

ليس إلاّك يا عليّ همامٌ ... سيفه دون عرضه مسلول

الأولى أن يقول: إلا إياك لكن هذا جائز.

يقول: ليس أحد من الملوك يذب عن عرضه بسيفه غيرك يا سيف الدولة.

كيف لا يأمن العراق ومصرٌ ... وسراياك دونها والخيول؟!

كيف لا يأمن من الملوك العراق ومصر؟! وأنت تذب عنهم بسراياك التي تبعثها إلى الروم، وقتالك لهم.

لو تخرّمت عن طريق الأعادي ... ربط السّدر خيلهم والنّخيل

السدر: رفع لأن فاعل ربط والنخيل معطوف عليه ومعناه أمسك السدر خيلهم إذا ربطت إليه وتخرمت بمعنى عدلت.

يقول: لو عدلت عن طريق الأعادي الذين هم الروم وخليت طريقهم، لدخلوا العراق ومصر، ولربطوا خيلهم في السدر والنخيل، وإنما خصهما لأنهما ليسا في ديار الروم.

ودرى من أعزّه الدّفع عنه ... فيهما أنّه الحقير الذّليل

فيهما أي في العراق ومصر.

يقول: لو انحرفت عن طريق الروم، لعلم من صار عزيزاً بالعراق ومصر بدفعك عنه أنه الحقير الذليل، وأن عزه بمدافعتك عنه وهذا تعريض بالخليفة، وكافور.

أنت طول الحياة للرّوم غاز ... فمتى الوعد أن يكون القفول؟

طول: نصب على الظرف.

يقول: أنت طول عمرك تغزو الروم، فمتى ترجع إلى قوم آخرين أو متى تستريح من التعب؟!

وسوى الرّوم خلف ظهرك رومٌ ... فعلى أيّ جانبيك تميل؟

يقول: سوى الروم روم أخر من البوادي والأعراب، فإنهم بمنزلة الروم، فعلى أيهما تميل، لأنك قد تمل من الحرب والقتال.

وقيل: إنما عنى بذلك عضد الدولة يحرضه على المجيء إلى العراق ومقاتلته إذ كان بينهما عداوة.

قعد النّاس كلّهم عن مساعي ... ك وقامت بها القنا والنّصول

يقول: عجز الناس أن يسعوا مثل سعيك، فقامت بمساعيك الرماح والسيوف فهي تعينك على مساعيك.

ما الّذي عنده تدار المنايا ... كالّذي عنده تدار الشّمول

ما للنفي.

يقول: ليس الملك الذي تدار عنده المنايا ويشتغل بالحروب والقتال، كالملك الذي تدار عنده الخمر ويشتغل باللهو واللعب والشرب، عن الاجتهاد في الحرب والقتال.

لست أرضى بأن تكون جواداً ... وزماني بأن أراك بخيل

يقول: لا أرضى بأن تبعث إلي الهدايا وأنا متأخر عنك، وزماني يبخل علي برؤيتك ويمنعني مشاهدتك.

نغّص البعد عنك قرب العطايا ... مرتعى مخصبٌ وجسمي نحيل

يقول: كدر بعدي عنك ما تبعثه إلي من العطايا، فمربعي خصيب بعطاياك وجسمي نحيل للوعة الشوق إلى لقياك.

إن تبّوأت غير دنياي داراً ... وأتاني نيلٌ فأنت المنيل

تبوأت: أي سكنت.

يقول: عطاياك تصل إلي بكل مكان توجهت إليه فلو خرجت من الدنيا وسكنت داراً غيرها ثم وصل إلي البر والنيل لكنت أنت المعطي لذلك البر.

من عبيدي ... إن عشت لي ألف كافو رٍ ولي من نداك ريفٌ ونيل

<<  <   >  >>