مستقلٌّ لك الدّيار ولو كا ... ن نجوماً آجرٌّ هذا البناء
روى مستقل بفتح القاف. والديار رفع. وروى: مستقل لك الديار نصب.
يقول: أنا أستقل لك الديار والأبنية، ولو كان آجرها من النجوم.
ولو أنّ الّذي يخرّ من الأم ... واه فيها من فضّةٍ بيضاء
يخر: أي يصوت، من الخرير.
يقول: لو كان الذي يخر فيها من المياه من فضة بيضاء، لاستقللتها لك في جنب قدرك.
أنت أعلى محلّةً أن تهنّا ... بمكانٍ في الأرض أو في السّماء
أن تهنا: أصله أن تهنأ، فخفف الهمزة، فأبدلها ألفاً.
يقول: انت أجل قدراً وأعلى محلاً من أن تهنأ بدار في الأرض أو في السماء، والمحل والمحلة واحدة.
ولك النّاس والبلاد وما يس ... رح بين الغبراء والخضراء
وما يسرح: أي ما يذهب من الدواب والوحش.
يقول: أنت تملك البلاد ومن عليها وما عليها من الحيوانات. والغبرآء: الأرض. والخضراء: السماء.
وبساتينك الجياد وما ... تحمل من سمهريّةٍ سمراء
يقول: إنما بساتينك التي تتنزّه فيها، الجياد من الخيل، وثمارها الرماح، فأنت لا تتنزه إلا بهما، فكيف أهنئك بالدار والبساتين؟!
إنّما يفخر الكريم أبو المس ... ك بما يبتنى من العلياء
يقول هو: إنما يفتخر بما يبنى من المعالي وما يشيد من المكارم، لا بالقصور المبنية بالآجر، فإنها تنهدم عن قريب، والمعالي تبقى أبداً.
وبأيّامه الّتي انسلخت عن ... هـ وما داره سوى الهيجاء
يقول: إنما يفتخر بأيام حروبه وقائعه التي سبقت له فظهرت منه، ولا دار له سوى الحروب، ومعاركها.
وبما أثّرت صوارمه البي ... ض له في جماجم الأعداء
يقول: إنما يفتخر بتأثير سيوفه في رءوس الأعداء.
وبمسكٍ يكنى به ليس بالمس ... ك ولكنّه أريج الثّناء
أرج الطيب وأريجه: توهج ريحه.
يقول: يفتخر بالمسك المكنى به، ثم قال: وليس المسك المكنى به هو المسك المعروف، وإنما هو مسك الثناء وحسن الذكر.
لا بما تبتنى الحواضر في الرّي ... ف وما يطّبى قلوب النّساء
الحواضر: جمع الحاضرة. ويطبى: أي يستميل. والريف: المدن والماء يقول: لا يفتخر بما يبنيه أهل الحضر، وسكان المدن، من الدور الحسنة ولا بالمسك لأن ذلك إنما يستميل قلوب النساء، بل لا يفتخر إلا بالمعالي وحسن الثناء والمجد.
نزلت، إذ نزلتها، الدّار في أح ... سن منها من السّنا والسّناء
السنا المقصور: الضوء، والسناء الممدود: الشرف والعلا.
يقول: لما نزلت الدار تشرفت بك وتزينت بقربك، فكأن حسنها حيث نزلتها وتقديره: نزلت الدار في أحسن منها إذا نزلتها.
حلّ في منبت الرّياحين منها ... منبت المكرمات والآلاء
يقول: أنت منبت المكرمات والنعم، حللت من هذه الدار منبت الرياحين، فأنت منبت المكارم، وهي منبت الرياحين.
تفضح الشّمس كلّما ذرّت الشّم ... س بشمسٍ منيرةٍ سوداء
يقول: إذا طلعت الشمس تفضحها بشمس سوداء! وهذا في ظاهره مدح، وهو مضمر الهجو، إذ الشمس لا تكون سوداء.
إنّ في ثوبك الّذي المجد فيه ... لضياءٍ يزرى بكلّ ضياء
يقول: إن في ثوبك: أي في بدنك، الذي هو محل المجد ضياءً يقصر بكل ضياء. لما قال في البيت الذي قبله: شمس منيرة سوداء أورد هذا وما بعده ليزيل الإبهام.
إنّما الجلد ملبسٌ، وابيضاض النّ ... فس خيرٌ من ابيضاض القباء
يقول: سوادك لا يشينك، وإنما هو بمنزلة الثوب والقباء، وبياض النفس خير من بياض القباء، وليس الفخر بالبياض، وإنما هو بالأفعال. وهذا من قول عبد بني الحسحاس:
إن كنت عبداً فنفسي حرّةٌ كرماً ... أو أسود اللّون إنّي أبيض الخلق
ومثله كثير.
كرمٌ في شجاعةٍ، وذكاءٌ ... في بهاءٍ، وقدرةٌ في وفاء
أي جمعت هذه الخلائق الشريفة، فلا يشينك سواد لونك.
من لبيض الملوك أن تبدل اللّو ... ن بلون الأستاذ والسّحناء
السحناء: الهيئة.
يقول: إن البيض يتمنون أن يستبدلو بألوانهم لونه، ويغيروا هيئتهم بهيئته، ولكن أين لهم ذلك؟؟!
فتراها بنو الحروب بأعيا ... نٍ تراه بها غداة اللّقاء
الهاء في تراها للملوك. والفعل: لبني الحروب. والهاء في تراه لكافور.