للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أشذّ بعرسه عنّي عبيدي ... فأتلفهم ومالي أتلفوه

أشذ أي فرق. والباء للسبب أي بسبب عرسه.

يقول: فرق عني عبيدي وأفسدهم بامرأته وأتلفهم، وهم أتلفوا مالي.

فإن شقيت بأيديهم جيادي ... لقد شقيت بمنصلى الوجوه

يقول: إن كانت خيلي شقيت بأيدي عبيدي: أي سرقوها، فقد شقيت بسيفي وجوههم.

يصف ما كان من أخذ عبيده فرسه، وقتله للآخر.

وقال يهجو وردان بن ربيعة:

لحا الله ورداناً وأمّاً أتت به ... له كب خنزيرٍ وخرطوم ثعلب

يقول: لعن الله ورداناً وأمه التي أتت به فإنه قبيح الوجه لئيم الكسب، يقود على أهله ويكتسب بالقيادة.

وإنما خص كسب خنزير لأن كسبه لا يتضمن الشجاعة، بخلاف سائر السباع، وقيل: لأنه يفسد الزرع ونحوه مما لا يفسده سائر السباع، فلما كان هذا الرجل أفسد عبيده شبهه به. وقيل: لأنه يأكل العذرة والأقذار، فشبهه به لقبح كسبه من جهة القيادة، وجعل له خرطوم ثعلب: أي أنفه، وشبهه به؛ قباحةً ووحشةً.

فما كان منه الغدر إلاّ دلالةً ... على أنّه فيه من الأمّ بالأب

يقول: غدره بي: دلالة على أن أمه غدرت فيه بأبيه، فجاءت به لغير رشدة. وروى: من الأم والأب: أي أن أبويه كانا غادرين.

إذا كسب الإنسان من هن عرسه ... فيل لؤم إنسانٍ ويا لؤم مكسب!!

الهن: كناية عن الفرج.

يقول: ما ألأم إنساناً يقود على امرأته ويكس بهنها، وما ألأم كسبه ذلك!

أهذا اللّذيّا بنت وردان بنته ... هما الطّالبان الرّزق من شرّ مطلب

يقول: أهذا الذي تنسب إليه بنت وردان! نكد عاهرة، وأظهر التجاهل لوردان. ثم قال: هما يطلبان الرزق من أقبح وجوهه، هو يطلبه بالقيادة، وتلك تطلبه بالفجور والزنا.

لقد كنت أنفي الغدر عن توس طيئٍ ... فلا تعذلاني ربّ صدقٍ مكذّب

التوس والسوس: الأصل.

يقول: كنت أنفي الغدر عن أصل طيئ، فكان الأمر بخلاف ذلك، فلا تعذلاني يا صاحبي، فرب صدق مكذب.

وقال أيضاً يصف العبد الذي قتله وهو في طريقه من مصر إلى العراق

أعددت للغادرين أسيافا ... أجدع منهم بهنّ آنافا

لا يرحم الله أرؤساً لهم ... أطرن عن هامهنّ أقحافا

يقول: استعددت لكل غادر سيوفاً أقطع بها أنوفهم، وأطرن فعل ضمير الأسياف. والأقحاف: جمع قحف، وهو العظم الذي يكتنف الدماغ. وقيل: لا يقال له قحف حتى يبين عن الرأس.

يقول: لا رحم الله رءوساً أطارت أسيافي عن هامهن أقحافها. والضمير في هامهن للأرؤس.

ما ينقم السّيف غير قلّتهم ... وأن تكون المئون آلافا

قوله: وأن تكون المئون آلافا فيه محذوف. أي غير أن تكون. وقيل: ألا يكون فحذف لا.

يقول: لا ينكر السيف منهم إلا قلتهم؛ لأنه يتمنى كثرة الغادرين، وأن يكون بدل كل مئة ألفاً، فهو لا ينكر إلا قلتهم، وألا يكون المئون ألوفاً.

يا شرّ لحمٍ فجعته بدمٍ ... وزار للخامعات أجوافا

روى: زار وزاد وفاعله قيل: اللحم، وقيل: الدم. والخامعات الضباع.

يقول مخاطباً للحم عبده الذي قتله: أنت شر لحم فجعته بإراقة دمه، فشربت الضباع من دمه، وأكلت الضباع هذا اللحم، فصار في أجوافها، فكأنه زارها. وقوله: فجعته بدم أي فرقت بينه وبين دمه لما قتلته.

قد كنت أغنيت عن سؤالك بي ... من زجر الطّير لي ومن عافا

عفت الطير وزجرتها بمعنى تفاءلت بها ومن نصب بالمصدر الذي هو سؤالك.

يقول: كنت غنياً عن أن تسأل الكهان، والزاجرين للطير عن حالي في تعرضك لي، لأني كنت أعلم بحالي منهم.

وعدت ذا النّصل من تعرّضه ... وخفت لمّا اعترضت إخلافا

يقول: وعدت سيفي هذا أن أقتل به كل من تعرض له، فلما اعترضت له حين أردت أخذ فرسي، وخفت أن تفوته وأخلف سيفي ما وعدته، فقتلتك.

لا يذكر الخير إن ذكرت ولا ... تتبعك المقلتان توكافا

يقول: إذا ذكرت لا تذكر بخير، ولا ينسب الخير إليك ولا تبكيك عين تفقدك.

أخذه من قول الله تعالى: " فَمَا بَكَتْ عَلَيْهمُ السَّمَاءُ وَاْلأَرْضُ ".

إذا امرؤٌ راعني بغدرته ... أوردته الغاية الّتي خافا

يقول: من خوفني بغدره قتلته، وأوردته الغاية التي يخافها وهي الموت.

<<  <   >  >>