للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: نابتك رماح خطية، تسفك دماء الأعداء دائماً، لا تدع بين الطري والجامد فصلا. أي: إذا أراقت دماً فجمد أتبعته بطري من غير فصل.

إذا المنايا بدت فدعوتها ... أبدل نوناً بداله الحائد

الحائد: إذا أبدل داله بالنون فهو الحائن أي الهالك. والحائد: الذي يميل عن الحرب. والهاء في دعوتها للمنايا. وقيل: للخيل. أي دعوة الخيل: أن تقول ما في البيت.

يقول: إذا ظهرت المنيه في الحرب، فدعوة المنايا هي أن تقول: أبدل الله تعالى الحائد نوناً بدال. يعني: أنها تدعو على من يحيد عن الحرب بهذا القول أي جعل الله الحائد حائناً. أي: هالكا، من الحين، وهو الهلاك.

إذا درى الحصن من رماه بها ... خرّلها في أساسه ساجد

ساجد: حال، والهاء في بها ولها للخيل المضمرة.

يقول: إذا علم الحصن أنك رميته بخيلك سجد لك على أساسه، تعظيما لك ومثله قوله:

تملّ الحصون الشّمّ طول نزالنا ... فتلقى إلينا أهلها وتزول

ما كانت الطّرم في عجاجتها ... إلا بعيراً أضلّه ناشد

الطرم: بلدة وهسوذان، أو قلعته، والهاء في عجاجتها للخيل. والعجاجة: الغبار.

يعني: أن الطرم قد خفيت في عجاجة خيلك ساعة ثم أثخنتها فكانت بمنزلة بعير ضل عن صاحبه ثم وجده.

وقيل: أراد من كثرة ما أثارت الخيل الغبار، اسودت الطرم، فخفيت القلعة حتى لا يكاد أحد يراها، ثم شبه الطرم بالبعير الضال الذي فقده صاحبه، لأن وهسوذان خرج عنها وسلمها، فكأنه بعير أضله صاحبه.

تسأل أهل القلاع عن ملكٍ ... قد مسخته نعامةً شارد

شارد: في موضع النصب صفة لنعامة، وإنما ذكره لأن النعامة تقع على الذكر والأنثى، وتسأل: فعل الخيل وكذلك مسخت والهاء فيه ضمير الملك.

يقول: تتبع خيلك وهسوذان وتسأل عنه القلاع، وقد مسخته هذه الخيل نعامة نافراً. أي: كان ملكا ففر من بين يديه كالنعامة الشارد، وسؤال الخيل عنه: تعرضها للقلاع وأهلها.

تستوحش الأرض أن تقرّبه ... فكلّها آنهٌ به جاحد

الهاء في آنه ترجع إلى لفظ كل.

يقول: تفزع الأرض أن تقر بوهسوذان، فكل مكان منها حاحد لا يقر بمكانه. والمعنى: أنه فر ولم يوجد له أثر، فكل مكان طلبته الخيل فيه لم تجده، والغرض باستيحاش الأرض من الإقرار به هو أنها تأنف من كونه عليها، وتريد ألا يكون حياً يمشي عليها، فلما كان الأمر بخلاف مرادها لم ترض أن تقر به أنفةً من أن يكون هو من أهلها.

فلا مشادٌ ولا مشيدٌ حمى ... ولا مشيدٌ أغنى ولا شائد

المشيد: الجص. يقال: شدت البناء أشيده شيداً: إذا بنيته بالشيد وأنا شائد وهو مشيد.

وأشدته أشيده إشادةً: إذا رفعته. فأنا مشيد وهو مشاد. يعني: أنه هرب ولم يمنعه حصنه الذي رفعه وطوله وبناه بالشيد ولا مبانيه التي شيدها وجصصها.

فاغتظ بقومٍ وهسوذ ما خلقوا ... إلا لغيظ العدوّ والحاسد

أراد: وهسوذان فرخمه، فحذف منه الألف والنون. كما تقول: في مروان يا مرو.

يقول: يا وهسوذان: اغتظ بآل بويه، فهم لم يخلقوا إلا غيظاً لكل عدو وحاسد. وقيل: أراد بالقوم: جيش ركن الدولة.

رأوك لمّا بلوك نابتةً ... يأكلها قبل أهله الرّائد

بلوك: أي جربوك. والنابتة: القطعة النابتة من الحشيش.

يقول: لما جربوك رأوك أمراً هيناً فرموك بطلائعهم، وأوائل خيلهم قبل حضورهم، فكنت في القلة كالقطعة من العشب يأكلها الرائد قبل حضور الحي.

وخلّ زيّاً لمن يحقّقه ... ما كلّ دام جبينه عابد

يقول: خل زي الملك لأهله الذين يستحقونه، فإنه لا يليق بك، فليس كل من تزيا بزي الملوك يستحق ذلك، كما أنه ليس كل من دمى جبينه فهو عابد.

إن كان لم يعمد الأمير لما ... لقيت منه فيمنه عامد

يقول: إن كان عضد الدولة لم يقصد إلى ما جرى عليك، ولم يشهده بنفسه، فإن يمنه تعمد ذلك فناب عنه.

يقلقه الصّبح لا يرى معه ... بشرى بفتحٍ كأنّه فاقد

يقول: إذا طلع الصبح، ولم يرد عليه من يبشره بفتح، قلق لذلك، حتى كأنه فقد شيئاً كان في يده. وقيل: الفاقد: المرأة التي فقدت ولدها بغير هاء كحائض وطاهر يعني: كأنه من قلقه امرأة فقدت ولدها.

والأمر لله ربّ مجتهدٍ ... ما خاب إلاّ لأنّه جاهد

<<  <   >  >>