للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال البكري الشافعي (١) في تفسيره على هذه الآية: إن (٢) قلت: إذا أقروا بذلك فكيف عبدوا الأصنام؟. قلت: كلهم كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنام, عبادة الله والتقرب إليه. لكن في طرق مختلفة:

ففرقة قالت: ليس لنا أهلية عبادة الله بلا واسطة؛ لعلظمته فعبدناها لتقربنا إليه زلفى.

وفرقة قالت: الملائكة ذوو وجاهة عند الله, فاتخذنا (٣) أصناما على هيئة الملائكة لتقربنا إلى الله زلفى.

وفرقة (٤) قالت: جعلنا الأصنام قبلة لنا في العبادة؛ كما أن الكعبة قبلة في عبادته.

وفرقة اعتقدت: أن لكل صنم شيطانا موكلا بأمر الله, فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه بأمر الله, وإلا أصابه شيطانه بنكبة بأمر الله (٥) .

وقال ابن كثير عند قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (٦) : إنما يحملهم على عبادتهم؛ أنهم عمدوا إلى أصنام (٧) اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم,


(١) لم أجد في "طبقات المفسرين" أحدا بهذا اللقب- وهو شافعي المذهب- غير اثنين هما: محمد بن عمر بن الحسين، فخر الدين الرازي، من كبار المتكلمين، وأئمة الأشاعرة المخالفين لطريقة السلف ت٦٠٦،وعلي بن يعقوب بن جبريل، وهو ممن أنكر على شيخ الإسلام ابن تيمية لما دخل مصر وقام عليه وآذاه ت ٧٢٤ ينظر "طبقات المفسرين " للداوودي ١/٤٤٠, ٢/٢١٥.
(٢) (ط) : إذا.
(٣) الأصل: اتخذنا (ط) : اتخذناها.
(٤) (ط) : فرقة. ساقطة.
(٥) لم أعثر عليه في "مفاتيح الغيب" للرازي.
(٦) سورة الزمر آية٣.
(٧) في جميع النسخ: عبدوا الأصنام. والمثبت من التفسير.

<<  <   >  >>