للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[فصل (الفرق بين الشرك الأكبر والبدع)]

...

فصل

وقد ذكرنا أن الشيخ تقي الدين: إنما قال: ترجى المغفرة لمن فعل بعض (١) البدع مجتهدا أو جاهلا.

لم يقل ذلك فيمن ارتكب الشرك الأكبر والكفر الظاهر.

بل قد قال رحمه الله تعالى: إن الشرك لا يغفر وإن كان أصغر. وقد قدمنا بعض كلامه في ذلك.

ونذكر هنا ما (٢) اطلعنا عليه من كلامه, وكلام غيره من العلماء.

قال رحمه الله تعالى في شرح العمدة (٣) - لما تكلم في كفر تارك الصلاة قال-: وفي الحقيقة فكل رد لخبر الله أو أمره: فهو كفر دق أو جل, لكن قد يعفى عما (٤) خفيت فيه طرق العلم, وكان أمرا يسيرا في الفروع. بخلاف ما ظهر أمره, وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر /.

وقال رحمه الله – في أثناء كلام له في ذم أصحاب الكلام-: والرازي (٥) من أعظم الناس في باب الحيرة, لكن هو مسرف فيه، له نهمة في التشكيك. والشك في الباطل خير من الثبات على اعتقاده.


(١) (ع) : بعض. ساقطة.
(٢) (ع) (ط) : بعض ما.
(٣) "عمدة الفقه" لابن قدامة المقدسي، شرحه ابن تيمية شرحا نفيسا يوجد منه الجزء الرابع المتعلق بالمناسك محفوظا بمكتبة الرياض السعودية وقد حققت هذه القطعة في رسالة دكتوراه تقدم بها إلى كلية الشريعة بالرياض.
(٤) علق في هامش (ع) : لعله: عما قد.
(٥) أبو عبد الله فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن التيمي، فيلسوف أشعري، كتب في علمي الأصول والفقه ت٦٠٦ "وفيات الأعيان" ٣/٣٨١.

<<  <   >  >>