للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك له (١) .

وهؤلاء يأتون إلى هذا الشيخ: فتارة يكون الشيخ نفسه لم يعلم بتلك القضية. فإن كان يحب الرياسة سكت، وأوهمهم أنه نفسه أتاهم وأعانهم. وإن كان فيه صدق مع جهل وضلال, قال: هذا ملك صوره الله على صورتي! وجعل هذا من كرامات الصالحين، وجعله عمدة لمن يستغيث بالصالحين ويتخذهم أربابا؛ وأنهم إذا استغاثوا بهم بعث الله ملائكته / على صورهم تغيث المستغيثين بهم.

ولهذا: أعرف غير واحد منهم ممن فيه صدق وزهد وعبادة، لما ظنوا أن هذا من كرامات الصالحين، صار أحدهم يوصي مريديه (٢) ، يقول: إذا كانت لأحدكم حاجة فليستغث (٣) بي وليستنجدني!!

ويقول: أنا أفعل بعد موتي ما كنت أفعل في حياتي! وهو لا يعرف أن تلك شياطين تُصوَّر (٤) على صورته؛ لتضله، وتضل أتباعه. فيحسِّن لهم الإشراك بالله ودعاء غير الله، والاستغاثة (٥) بغير الله.

وأنها قد تُلقي في قبله: أَنَّا نفعل بأصحابك بعد موتك، ما كنا نفعل بهم في حياتك.

فيظن هذا: من خطابٍ إلهي ألقي إليه، فيأمر أصحابه بذلك- وذكر أشياء كثيرة من هذا الجنس وأعظم منه-.

والمقصود: أن الإنسان إذا سمع بوقوع مثل ذلك: لا يستعبد به (٦) ولا يغتر به (٧) ؛ إذا عرف أن مثل هذه الأمور، تقع لعُبَّاد الأصنام


(١) (ط) : له. ساقطة.
(٢) أتباعه والمفتونون به.
(٣) الأصل: فليستغيث. تحريف.
(٤) (ط) : تتصور.
(٥) (ع) (ط) : والاستعانة.
(٦) (ع) : يستعبده.
(٧) (ط) : لا يستبعده ولا يستغتر به. تحريف.

<<  <   >  >>