للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الرباني (٩) (١)

قال (٢) ابن القيم: وما أحسن ما قال الحافظ أبو محمد، عبد الرحمن المعروف بأبي شامة- في كتاب الحوادث والبدع-: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد به (٣) : لرزم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا، والمخالف له كثيرا؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى، من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا نظر (٤) إلى كثرة أهل الباطل بعدهم.

قال عمرو بن ميمون الأودي (٥) : صحبت معاذا فما فارقته حتى وأريته في التراب بالشام، ثم صحبت بعده أفقه الناس: عبد الله بن مسعود، فسمعته يقول: عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة. ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: سيلي عليكم ولاةٌ يؤخرون الصلاة من مواقيتها: فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة, وصلوا معهم فإنها لكم نافلة.

قال: قلت: يا أصحاب محمد! ما أدري ما تحدثون؟.قال: وما ذاك (٦) ؟ قلت: تأمرني بالجماعة , وتحضني (٧) عليها، ثم تقول: صل الصلاة (٨) وحدك! وهي الفريضة، وصل الجماعة (٩) وهي لك نافلة (١٠) .


(١) "الكافية الشافية" /١٨٩.
(٢) (ط) : وقال.
(٣) (ط) : به. ساقطة.
(٤) (ع) (ط) : تنظر.
(٥) أبو عبد الله المذحجي، أسلم في الأيام النبوية، عابد حجة. ت ٧٥ "السير"٤/١٥٨.
(٦) الأصل، و (ط) : وماذا.
(٧) (ع) : وتحثني.
(٨) (ع) : الصلاة. ساقطة.
(٩) (ع) (ط) : مع الجماعة.
(١٠) (ع) (ط) : وهي النافلة.

<<  <   >  >>