الحديث" قال الطيبي: "هذا تمثيل، وذلك أنَّ المتكلم إذا أراد تحقيق قوله وتفهيم غيره واستحضار المعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع، حتى كأنه ينتقل إليه رأْيَ العين، صوره بصورة وأشار إليه إشارته للمحسُوس.
فالنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما كوشف بحقيقة هذا الأمر، وأطلعه الله عليه إطلاعًا
لم يبق معه خفاء، مثَّل المعنى الحاصل في قلبه بالشيء الحاصل في يده، هذا ونحن لا نسْتَبعد أيضًا إطلاق ذلك على الحقيقة، فإن [الله] قادر على كل شيء، والنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستعد لإدراك المعاني الغيبيَّة، ومشاهدة الصُورة المصوغة لها.
قال: وقوله: "فقلنا لا إلَاّ أن تخبرنا" استثناء منقطع، أي لا نعلم، ولكن إذا أخبرتنا نعلم، كأنهم طلبوا بالاستدراك إخباره إياهم. ويجوز