ولو كان من باب هداية التوفيق لما استحبوا العمى على الهدى.
قال تعالى:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}(البلد:١٠)
وهذه الهداية تكون كذلك للأنبياء والصالحين والعلماء، ومن ذلك قوله تعالى في حق رسوله صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(الشورى: من الآية٥٢) ، وقوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}(السجدة:٢٤)
(اتبع الهدى) أي ألزم طريق الهدى والرشاد الذي بينه ودل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خير هديٍ وأكمله، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم "وخير الهدى هدى محمد" ١، وفي رواية:"وخير الهدي" الهدى: لدلالة والإرشاد، والهدي: الطريق، وهديه صلى الله عليه وسلم ما بينه للناس ودلهم عليه مما أوحى إليه ربه، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهديه صلى الله عليه وسلم هو خير زاد ليوم المعاد، والوقوف بين يدي رب العباد. وفي حثه رحمه الله على التمسك بالسنة إبطال لقول الطائفة الضالة الذين يتسمون بـ (القرآنيين) الذين يقولون: نحن لا نأخذ إلا بالقرآن، ومن