(وقل يتجلى الله للخلق جهرةً ... كم البدر لا يخفى وربك أوضح)
(وليس بمولودٍ وليس بوالدٍ ... وليس له شبهٌ تعالى المسبح)
(وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا ... بمصداق ما قلنا حديث مصرح)
(رواه جريرٌ عن مقال محمدٍ ... فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح)
الرؤية حق دل عليها الكتاب والسنة المتواترة، وأجمع عليها المسلمون، ولا ينكر الرؤية إلا الجهمية الضلال ومن تأثر بهم، وقد قال بعض السلف مثل الشافعي: من أنكر رؤية الله حري أن يحرم منها.
(وقل) الخطاب موجه لصاحب السنة ومن يريد إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم أمره واقتفاء أثره، وأما صاحب الهوا والآراء والمنطق وغير ذلك فإنه لا يقيم للسنة وزناً ولا يرفع بها رأساً ولا يعبأ بها.
قل يا صاحب السنة غير متردد ولا شاك:(يتجلى) التجلي هو الظهور والبيان أي يظهر (الله للخلق) والمراد بالخلق المؤمنون، فهم الذين ينعم عليهم سبحانه يوم القيامة برؤيته ويكرمهم بالنظر إليه، بل إن رؤيتهم له سبحانه هي أجل مقاصدهم وأعظم غاياتهم وأهدافهم، ومن دعائهم: "اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء