(وقل غير مخلوق كلام مليكنا ... بذلك دان الأتقياء وأفصحوا)
(ولا تك في القرآن بالوقف قائلاً ... كما قال أتباع لجهمٍ وأسجحوا)
(ولا تقل القرآن خلق قرأته ... فإن كلام الله باللفظ يوضح)
لعل الناظم بدأ بهذه الصفة قبل غيرها من الصفات؛ لمناسبة السياق، وذلك أنه بدأ في البيتين الأولين بذكر التمسك بالكتاب والسنة، فلما ذكر وجوب التمسك بالقرآن، بدأ بذكر أبيات فيها ذكر عقيدة أهل السنة في القرآن، والرد على الذين خالفوا الحق وباينوه وجانبوا معتقد أهل السنة فيه، فهذه الأبيات فيها بيان موجز لمعتقد أهل السنة في هذه المسألة، وردٌ على أصناف من أهل البدع، وهم طوائف عديدة، أشار الناظم إلى بعضهم فبدأ رحمه الله بالكلام في هذه المسألة بقولة:(وقل غير مخلوق كلام مليكنا)
(قل) الخطاب لصاحب السنة المتمسك بالكتاب والسنة، أي: قل معتقداً مؤمناً بهذا الأمر غير شاكٍ فيه ولا مترددٍ؛ لأن القول إذا أطلق فإنه يشمل قول القلب وقول اللسان، ومن ذلك قوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ}(البقرة: من الآية١٣٦) أي: قولوا ذلك بقلوبكم إيماناً واعتقاداً وبألسنتكم نطقاً وتلفظاً.
(غير مخلوق كلام مليكنا) وهذا فيه إثبات أمرين يتعلقان بصفة الكلام: