هذا البيت عقد لإثبات هذه الصفة العظيمة صفة اليدين لله تعالى على وجه يليق بجلاله، وأهل السنة يثبتون اليدين لله حقيقة على الوجه اللائق بكمال الله وجلاله دون تشبيهٍ بيدي المخلوق، بل يقولون: لله يدان حقيقيتان لا تشبهان يدي المخلوق، وهذا شأنهم في إثبات جميع الصفات فهم عند الإثبات يحذرون من منزلقين خطيرين هما: التعطيل والتمثيل، فمنهجهم في الصفات يقوم على أصلين هما: الإثبات بلا تمثيل، والتنزيه بلا تعطيل، فأهل السنة يثبتون اليد لله بلا تمثيل لها بصفة المخلوق وينزهون الله عن النقص، ولكن دون تعطيل له عن إثبات اليد الحقيقية اللائقة بجلاله وكماله.
ويضاد هذا المنهج الذي يقوم عليه مسلك أهل السنة في إثبات الصفات منهجان منحرفان:
الأول: إثباتٌ بتمثيل، وهم المشبهة اللذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه وأهل السنة ليسوا مشبهةً إذ التشبيه منهج ضلال وكفر؛ لأن من يقول عن ربه إن يده كيده وسمعه كسمعه وبصره كبصره فهو إنما يعيد صنماً من الأصنام ووثناً من الأوثان.