الثالثة عشرة "معرفة شأن هذه القصة وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها" أي قصة الصالحين من قوم نوح ومعرفة شدة الحاجة إليها لئلا يجهلها الإنسان فيفعل كما فعلوا ومع هذا غفل عنها أكثر الناس فوقعوا فيما وقع فيه قوم نوح.
الرابعة عشرة "وهي أعجب وأعجب قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح أفضل العبادات فاعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه فهو الكفر المبيح للدم والمال" أي أعجب شيء قراءة من يدعي العلم في هذه الأوقات قصة قوم نوح مع معرفتهم بمعنى الكلام ولكن حيل بينهم وبين معرفة التوحيد حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح أفضل العبادات فصوروا صور الصالحين وعظموا قبورهم وعبدوهم وجعلوا هذا الذي نهى الله ورسوله عنه هو أفضل الأعمال وإذا نهاهم أحد عن هذا حكموا عليه بالكفر والخروج عن الإسلام وقالوا: تنقصت الصالحين. وهذا معنى قول المؤلف:"فاعتقدوا أن ما نهى الله عنه ورسوله" إلخ، فما في كلامه مصدرية أي اعتقدوا أن نهي الله ورسوله - كما في بعض النسخ - فهم في الحقيقة قد عكسوا القضية فجعلوا الكفر إسلاما والإسلام كفرا.
الخامسة عشرة "التصريح بأنهم لم يريدوا إلا الشفاعة" أي أن الذين عبدوا هؤلاء الصالحين لم يريدوا إلا الشفاعة وإلا فكانوا مقرين أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار.
السادسة عشرة "ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك" أي ظن الذين عبدوهم أن الذين قبلهم أرادوا الشفاعة وهم لم يريدوها وإنما فعلوا ذلك ليتذكروا أفعالهم.
السابعة عشرة "البيان العظيم في قوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم" فصلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين" أي لا تمدحوني بالباطل ولا تتجاوزوا الحد في مدحي فتعبدوني كما عبدت النصارى المسيح لما غلوا فيه وهذا