والباطل سببا لعبادة من أتى بعدهم لهم من دون الله لكونهم ظنوا أنهم ما صوروا صورهم إلا ليعبدوهم ولو أن الأولين فهموا أن المحبة تحصل بدون تصوير صورهم والغلو فيهم لما حصل ذلك ولكنهم التبس عليهم الأمر وهذا من مكائد الشيطان التي كاد بها بني آدم قديما وحديثا ولم يسلم منها إلا القليل.
السادسة "تفسير الآية التي في سورة نوح" أي قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} الآية.
السابعة "جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد" أي أن هؤلاء نقص في قلوبهم الحق فلم يكتفوا بمحبة الصالحين والاقتداء بهم بل زادوا عليه الباطل وهو أن نصبوا إلى مجالسهم أنصابا وعكفوا على قبورهم وهذا من جبلة الآدمي إنه كان ظلوما جهولا.
الثامنة "فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدع سبب الكفر" أي أن الكفر الذي حصل في الأرض بسبب ما ابتدعه هؤلاء من تصوير صورهم والغلو فيهم.
التاسعة "معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل" أي لما عرف الشيطان أن ما تؤول إليه البدعة هو الكفر حسنها لهم ولم ينظر إلى حسن مقصدهم فيفسده عليهم بل زادهم رغبة فيه حتى يحصل ما يريد من الكفر.
العاشرة "معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول إليه" أي القاعدة الجامعة تقتضي النهي عن الغلو مطلقا لأنه يؤول إلى الكفر.
الحادية عشرة "مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح" أي لأنه صار سببا لعبادة هؤلاء من دون الله.
الثانية عشرة "معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في إزالتها" أي معرفة النهي عن الصور والحكمة في إزالتها لأن بقاءها سبب لعبادتها من دون الله ولو بعد حين.