الثامنة "العلة في عدم إبراز قبره" أي هي ما ذكره من الوعيد على اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فصار هذا سببا في عدم إبراز قبره لئلا يتخذ مسجدا.
التاسعة "في معنى اتخاذها مسجدا" أي بإيقاع الصلاة عندها تكون قد اتخذت مساجد.
العاشرة "أنه قرن بين من اتخذها مساجد وبين من تقوم عليه الساعة فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته" أي كما في حديث ابن مسعود: "إن من شرار الناس إلخ" وقوله: "فذكر الذريعة إلى الشرك" يعني قوله: "والذين يتخذون القبور
مساجد" لأنه ذريعة ووسيلة إلى الشرك وقوله: "مع خاتمته" يريد قوله: "من تقوم عليهم الساعة" لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق كما ثبت في الحديث وخاتمة ذلك هي الشرك، وأهله شرار الخلق الذين تقوم عليه الساعة.
الحادية عشرة "ذكره في خطبته قبل موته بخمس الرد على الطائفتين اللتين هما أشر شرار أهل البدع بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة وهم الرافضة والجهمية وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور وهم أول من بنى عليها المساجد" أي ذكر ذلك كما في حديث جندب وقوله: "بل أخرجهم بعض أهل العلم" إلخ، أي بسبب كفرهم وقوله:"وهم الرافضة" يعني غلاة الشيعة سموا بذلك لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين وجه الرد عليهم أنه نهى عن اتخاذ القبور مساجد وهم يتخذونها مساجد وقوله: "ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا" ففيه فضيلة أبي بكر وهم يبغضونه ويسبونه وقوله: "وبسبب الرافضة" إلخ، أي أنهم لما غلوا في أهل البيت حتى عبدوهم مع الله وبنوا على قبورهم المساجد واتخذوها مشاهد حدث الشرك. وأما الجهمية فهم نفاة الأسماء والصفات أهل التعطيل نسبة لإمامهم جهم بن صفوان ووجه الرد عليهم قوله في الحديث:"فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" وهم ينفون ذلك.