الأولى "تفسير آية براءة" أي قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} الآية، والشاهد منها أنه لما وصفه الله بهذه الصفات دل ذلك على أنه قد بين لهم التوحيد والشرك وسد الذرائع الموصلة إليه.
الثانية "إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد" أي من حرصه على هداية أمته ورأفته بهم أبعدهم عن الشرك وسد جميع الوسائل الموصلة إليه.
الثالثة "ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته" أي لقوله: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} أي حريص على هدايتنا ووصول النفع الدنيوي والأخروي إلينا.
الرابعة "نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع أن زيارته من أفضل الأعمال" أي أنه نهى عن زيارة قبره إذا كان على خلاف المشروع كمن يشد الرحل لزيارته أو يتخذه عيدا، وقوله:"مع أن زيارته من أفضل الأعمال" أي أن زيارة القبور على الوجه المشروع سنة كما في الحديث: "زوروا القبور" وإذا كان كذلك فهو عمل فاضل وقبره صلى الله عليه وسلم منها وليس معناه أنه أفضل الأعمال مطلقا.
الخامسة "نهيه عن الإكثار من الزيارة" أي لقوله: "لا تجعلوا قبري عيدا" أي لا تكثروا التردد إليه كالعيد الذي يتكرر ويعتاد مجيئه.
السادسة "حثه على النافلة في البيت" أي لقوله: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا" أي لا تعطلوها من الصلاة النافلة فتكون بمنزلة القبور.
السابعة "أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة" أي لكونه جعل البيت الذي لا يصلى فيه مقبرة فلولا أن ذلك متقرر عندهم لما حسن التشبيه.