في الإسلام فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله" أي لما أخبر الله أنهم ما هم بخارجين من النار دل على أنهم كفار لأن مثل هذا قد اطرد في القرآن في حق الكفار وقوله: "يحبون الله" لقوله: {كَحُبِّ اللَّهِ} على أحد القولين فهذه الآية تدل على أنهم كفروا لما أشركوا بين الله وبين أندادهم في هذه المحبة فمن أحب معبوده أعظم من حب الله أو أحب معبوده مطلقا ولم يحب الله فهو أعظم شركا ممن أحب معبوده دون ذلك وإن كان مشركا. وهذه محبة تعظيم وخضوع لا تصلح إلا لله جل وعلا.
"ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له إلخ" أي لما لم يكتف في الحديث بالتلفظ بلا إله إلا الله بل ولا معرفة معناها مع لفظها ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده كما يؤخذ من قوله: "من قال لا إله إلا الله" دل ذلك على أنه حلال الدم والمال إلى أن يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله وهو الكفر بالطاغوت وبغضه وتركه والبراءة منه ومعرفة بطلانه كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} فإن شك في ذلك أو توقف لم يحرم دمه وماله فيا له من بيان ما أوضحه وأعظمه وحجة ما أقطعها للمنازع الذي يكتفي بقول هذه الكلمة والتلفظ بها ولو فعل ما فعل مما يهدمها وينافيها. وللعلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - على هذا الحديث كلام حسن ذكره في مصباح الظلام ص ١٦٢، ١٦٣، ١٦٤، ١٦٥ فراجعه.