فيجلس للتدريس في مكتبة المدرسة حتى يحين وقت تدريسه في الفصول الدراسية وهذا إذا لم يكن يوم الخميس، فإذا كان يوم الخميس فإنه يجلس في بيته مستقبلا طلاب العلم من باحثين ومسترشدين وغير ذلك مستفيدين منه، وعرض ما يخفى عليهم من الأحاديث ثم إذا خرجوا منه جلس في بيته مطالعا وباحثا في مكتبته، ومع ذلك فإنه كان سريع الكتابة ثم ينام إلى قبل أذان الظهر بساعة ثم يخرج إلى المسجد قبل الأذان ويصلي الظهر ويجلس للتدريس حتى أذان العصر، ومع كثرة الطلاب يبقى ويصلي العصر فيه ثم يجلس من قبل أذان العشاء الآخر بنصف ساعة ويبقى حوالي مقدار ساعة ونصف ثم بعد ذلك انتهى عمله اليومي. وقد كان قبل وفاته بشيء قليل زاد وقت التدريس وذلك من قبل صلاة المغرب حتى تقام صلاة العشاء ومع هذا الجهد المتطاول فإنه لم يمنعه من التأليف والعبادة وأوراده اليومية من صلاة وصيام.
صفاته:
كان – رحمه الله – هينا لينا في غير ضعف، مهابا سمحا كريما حليما محبوبا، متقربا للطالبين والفقراء والمساكين، صبورا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يُخاف ولا يخاف في الله فعل فاعل أو كلام قائل. فيه نخوة وشهامة وهيبة منها العجب، ومع هذا كله كان بالمعروف معروفا وبالإحسان مذكورا، كثير العبادة مشهورا بكثرة الصلاة والصيام، باذلا جهده بالقيام، معرضا عن القيل والقال، سالكا أهدى سبيل، دائم الصمت إلا فيما ينفع، قليل الكلام حسن السمت دائم البشر مبتسما.