تخلصا من شرهم" أي لم يقصده قبل أن يطلبوا منه فلما خاف من شرهم تقرب حينئذ بذلك الذباب تخلصا منه وليس معناه أنه لم يقصده مطلقا إلا إن قيل يؤاخذون بما فعلوه ولو كانوا مكرهين.
العاشرة "معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبتهم مع أنهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر" أي كونه صبر على القتل مع أنه لو وافقهم ظاهرا لسلم منه، دليل على شدة كراهته للشرك وهذا كالذي قبله محمول على كونهم لا يعاقبون على ما فعلوه مكرهين.
الحادية عشرة "أن الذي دخل النار مسلم لأنه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب" أي هو مسلم قبل أن يقرب الذباب لا بعده وإلا لما دخل النار.
الثانية عشرة "فيه شاهد للحديث الصحيح: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك"" أي لكون هذا لما قرب الذباب دخل النار والآخر لما ضربت عنقه دخل الجنة.
الثالثة عشرة "معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان" أي لكونهم قالوا: "قرب ولو ذبابا" فقصدوا استمالة قلبه ولو لم يريدوا ذلك لما اكتفوا بالذباب لأنه لا فائدة فيه لأكل ونحوه.