للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه مسائل:

الأولى "تفسير {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} " أي إنك يا محمد لا تهدي من أحببت والمراد هداية التوفيق والإلهام والقبول وإنما القادر على ذلك هو الله عز وجل وأما هداية الدلالة والإرشاد فيقدر عليها كما قال تعالى:

{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .

الثانية "تفسير قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} " أي ما يصلح لهم ولا ينبغي لهم أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أقرب الناس إليهم مادام أنهم ماتوا

على غير الإسلام.

الثالثة "وهي المسألة الكبرى تفسير "قل لا إله إلا الله" بخلاف ما عليه من يدعي العلم" أي أن تفسيرها إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه ولذلك لما فهم هذا كفار قريش لم يقولوها بخلاف من بعدهم ممن يدعي العلم فإنهم لما خفي عليهم هذا صاروا يقولونها وهم متلبسون بالشرك لظنهم أنه لا ينافيها.

الرابعة "أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال للرجل: "قل لا إله إلا الله" فقبح الله من أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام" أي أنهم عرفوا مراده وهو أنه يقتضي ترك ما كانوا يعبدونه من دون الله فلذلك نهوا أبا طالب عن قولها وهذا يدل على أنهم أعلم بأصل الإسلام من كثير من أهل هذه الأزمان.

الخامسة "جده صلى الله عليه وسلم ومبالغته في إسلام عمه" أي أنه لما قال: " قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله" ثم أعاد ذلك عليه دل على شدة مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك.

السادسة "الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه" أي كونهم عارضوا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: "قل لا إله إلا الله" بقولهم: "أترغب عن ملة عبد المطلب" دل ذلك

<<  <   >  >>