للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخاسرين فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} ١ فهذا ذم الله لمن قطع ما وصل الله وما أمر بصلته وهو وعيد الله لهم بالنار.، ثم ذكر الله ما في القرآن من المفصل فقال عز وجل: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ٢ وقال عزوجل: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ٣ وقال عز وجل: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ٤ وقال: {قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} ٥ فهذا قول الله عز وجل وهذه أخبار الله وهذه تسمية الله وهذه نسبة الله عز وجل لكلامه وهذا اختيار الله عز وجل لكتابه ولكلامه وهذا ما ارتضاه الله ورضي به من قائله".

قال عبد العزيز: "فأقبلت على أمير المؤمنين المأمون فقلت: يا أمير المؤمنين يزعم بشر إني سميت كتاب الله اسما ناقصا مذموما وإني ذهبت بقدره وسميته بما لم يسمه الله عز وجل، وإني أتيت بذلك إثما وبهتانا عظيما ويدعي علي الدعاوى وأنا حاضر معه، وإنما ينبغي له إذا تكلمت بشيء يطالبني بإقامة الحجة والدليل على كل لفظة لفظت بها، فإن لم أفعل ذلك فليتكلم بما شاء ولقد أكذبه الله عز وجل في كتابه وذم قوله وأبطله بما أنزل الله في كتابه من ذكر الموصل والمفصل، وما قصد بشر يا أمير المؤمنين بقوله هذا إلا إلى تنقيص العرب كلها وذم كلامها ولغاتها، وما تتعامل به في خطابها، إذ كانت تسمي كلام الله تعالى موصلا ومفصلا، وتسمي كلامها مفصلا وموصلا، وتختار هذه الأسماء لكلامها وترتضيها، وهي عندنا جميلة حسنة صحيحة المعنى لا خلاف بينهم".

قال بشر: "ما تعرف العرب من هذا شيئا، وما أنت أعرف بلغة العرب مني،


١ سورة البقرة آية ٢٧.
٢ سورة هود آية ١.
٣ سورة فصلت آية ١-٣.
٤ سورة الروم آية ٣٠.
٥ سورة الأنعام آية ٩٨.

<<  <   >  >>