للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيقال له: ومتى كان اجتماع الناس على عمل ما قاضياً على شرع الله عز وجل؟ فالحجة إنما هي في النصوص، وفي عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام، لا في عمل المتأخرين.

ثم قوله في إنكار ابن مسعود على المجتمعين على الذكر: "والواقع أن هذا الإنكار ليس بسبب اجتماعهم على الذكر. وإنما لشذوذهم وادعائهم أنهم أشد اجتهادا في الدين من غيرهم" (١) اهـ.

فيقال له: ما دليلك على هذا الكلام؟! وكل من روى هذه الواقعة فهم منها إنكار ابن مسعود للذكر الجماعي، ومثله إنكار خباب بن الأرت على ولده، وهل كان هناك شذوذ عند هؤلاء المذكورين غير اجتماعهم على الذكر الجماعي؟ إذ لا يمكن أن يقال إن شذوذهم كان بسبب أنهم يذكرون الله كثيرا.

ومن هنا يتبين لك استدلال المجيزين للذكر الجماعي بالأدلة التي استدلوا بها بأنها لا تنهض لهم بما أرادوا، وأن الحجة قائمة عليهم بحمد الله تعالى. وكذلك يتبين لك قوة أدلة المانعين من الذكر الجماعي.


١- المصدر السابق (ص ٤٨ – ٤٩)

<<  <   >  >>