وقال تعالى:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[المجادلة-٢١] وقال تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف١٢٨] .والآيات القرآنية الدالة على أن العزة والمنعة والدولة والنصر – كل ذلك – آيل إلى من حقق التوحيد، وصبر على الأذى، كثيرة جدا، وفي الآيات الكونيةما يشهد لذلك ويصدقه، ويجسد هذا الوعد ويحققه. ولو استطردنا في ذكر الآيات الكونية التي منها: أخبار الرسل مع أممهم، والمصلحين مع أقوامهم، لطال بنا المقام، واتسعت ذاكرة الكلام. ولكن نشير إلى ذلك بدعوة سلفية واجهت أعداء ألداء، أقوياء أشداء، صمدت أمامهم صمود الجبل الشامخ، ورمت نحورهم برماح العلماء والمشايخ، مع قلة عددهم، وضعف ذات يدهم. هذه الدعوة هي: دعوة الإصلاح والتجديد في نجد، التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -.لقد كابدت هذه الدعوة في بدء قيامها أنواع الاضطهاد، وصنوف الظلم، وألوان العذاب، حتى إن الدولة العثمانية ألقت كامل قواها في سبيل القضاء على هذه النواة الصغيرة ... فجندت الجيوش الحربية لقتالهم، واستنفرت القدرات
العلمية لهتكهم، وحذرت الناس من الاستماع لدعوتهم وقولهم، وألصقت الافتراءات والكذبات بهم.
ولكن بحمد الله تعالى: كل هذه الجنود تضعضعت وانكسرت، وفشلت أمام جنود الحق وتقهقرت. أما الجنود الحربية فقد هيأ لها أوائل آل سعود – رحمهم الله تعالى –شبانا يرون القتل مجدا، وشيبا في الحروب مجربينا.
وأما الجنود العلمية فقد هيأ لها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى_ طلابا للعلم عن السنة يذودون، وبالكتاب يصولون ويجولون. فنفوا عن الكتاب تحريف المحرفين، وانتحال المبطلين، وشبهات المشبهين