كل ذلك بفضل الله أولا وآخرا، فله الحمد والشكر وحده لا شريك له. ولم يزل لكل قوم من الفريقين وارث، لعلومهم وأفكارهم ناشر باعث. وكان من بين الوارثين للقوم المخذولين، رجل بلغ من الوقاحة منتهاها، ومن
الجهالة أخبثها وأرداها، ذلك الرجل هو: داود بن سليمان بن جرجيس، المنفق سلعته بالكذب والزور والتلبيس، المحامي عن المشركين والوثنيين إخوان إبليس. ألف كتبا قرر فيها الشرك والسفاهات، وجلب إليها أردأ الحجج والبينات، وملأها بالأكاذيب والترهات. وقد ورث القوم الصالحين المنصورين، عالم جليل، فاضل نبيل، اشتهربالديانة والصلاح، والسعي إلى ما يقرب من الفلاح. ذلك العالم هو الشيخ: أحمد ابن إبراهيم بن عيسى – رحمه الله تعالى وتولاه -.تصدى لسفسطات الجاني المذكور فنقضها الواحدة تلو الأخرى، وأوضح ما وقع فيها من الشرك ونصر الهوى، ومجانبة الأمانة والتقوى، كل ذلك في رسالةصغيرة الحجم، كبيرة الفائدة والعلم، امتازت بحسن عبارتها، ونصوع حجتها، ووضوح أدلتها، وقوة مخاصمتها. وقد سمى هذه الرسالة:"الرد على شبهات المستغيثين بغير الله" وهي التي بين يديك. فمع هذه الرسالة نتركك لتأخذ العلم من مخبئه ومستودعه، وتلذذ بمشاهدةجمالها ونضرته، والله المسؤول المرجو أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريمغفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين ٩/٢/١٤٠٩هـ