للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصحابة والتابعين، وسائر أئمة الدين.

ومن المحال أن يكون شيء منها مشروعا، وعملا صالحا، ويصرف عنه القرون الثلاثة التي شهد فيهم النبي عليه السلام بالصدق والعدل، ويظفر به الخلوف الذين شهد فيهم النبي عليه السلام بالكذب والفسق، فمن شك في هذا فلينظر هل يمكن بشرا على وجه الأرض أن يأتي عن أحد منهم بنقل صحيح أو ضعيف أنهم كانوا إذا بدت لهم حاجة قصدوا القبور فدعوا عندها، وتمسحوا بها، فضلا عن أن يصلوا عندها، أو يسألوا حوائجهم منها، كلا لا يمكنهم ذلك، بل إنما يمكنهم أن يأتوا بكثير من ذلك عن الخلوف التي خلفت من بعدهم، ثم كلما تأخر الزمان، وطال العهد، كان ذلك أكثر، حتى وجدت من ذلك عدة مصنفات ليس فيها عن النبي عليه السلام ولا عن خلفائه الراشدين ولا عن الصحابة والتابعين حرف واحد، بل فيها من خلاف ذلك كثير من الأحاديث المرفوعة التي من جملتها قوله عليه السلام: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا" ١ أي فحشا، وأي فحش أعظم من الشرك عندها قولا وفعلا. إلى أن قال:

فإن غلاة متخذيها عيدا إذا رأوها من مكان بعيد ينزلون عن دوابهم، ويكشفون رؤوسهم، ويضعون جباههم على الأرض، ويقبلون


١ أخرجه النسائي في سننه ٤/٨٩ عن بريدة.
وأخرجه مسلم في صحيحه – كتاب الجنائز – عن بريدة بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" ٢/٦٧٢.

<<  <   >  >>