الله متمسكين في ذلك بكتاب الله وسنة رسوله، وهذا هو سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، فمن سبنا وأنكر علينا فقد سب من كان على مثل ما كان عليه الصحابة والتابعون من التوحيد ونفي الشرك، وذلك مسبة للصحابة والتابعين، فالساب في الحقيقة إنما سب الصحابة وأنكر عليهم، لأن الذي أنكره هو دينهم، وبالله التوفيق.
فهذا آخر ما قصدناه من الكلام على شبهاته، والتنبيه على بعض خزعبلاته، وقد سقطت به - والحمد لله - أباطيله، واجتثت به وساوسه وأضاليله.
وهذه الشبه الفاسدة، لا تخدش في وجوه براهين التوحيد القاطعة، وأدلة الكتاب والسنة القاطعة، ولو تتبعنا جميع هذيانه، وسوء فهمه لكلام العلماء، وتصرفه فيه بالتأويل والحذف لطال الخطاب، وكثر الجواب، ولكن قد حصل المقصود وهو بيان التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، والجواب عن شبهات المبطلين.
والحمد لله على بيان الحجة، ووضوح المحجة، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} والله المسؤول أن يهدينا وإخواننا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضآلين.
وكان الفراغ من رقمه عشية السبت المبارك السادس عشر من شهر ربيع الأول من سنة ١٢٩٤ بمكة المكرمة على يد مؤلفه العبد