للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ـ بما أن معظم الأحاديث النبوية رويت عن طريق الآحاد فإن احتمال وقوع الخطأ منهم كبير، إذ إنهم بشر. وتنطبق هذه القاعدة أيضا على الأحاديث الآحاد المروية في كل من صحيحي البخاري ومسلم. والفقهاء والمحدثون لديهم الحرية في اختيار الأحاديث التي يرونها مناسبة لمذاهبهم (١) .

٢- عرض آراء بعض المستشرقين:

تعرض الحديث النبوي الشريف لحملة طعونات وتشكيكات من المستشرقين. وتختلف وجهة نظرهم عن نظرة المسلمين للحديث. فالمستشرقون يرون أن معظم الأحاديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي في الحقيقة ليست أقوالا له، ولكن بعض تلك الأحاديث تنقل لنا أفكاره وتقريراته.

وتعتمد حجج المستشرقين ونتائجهم حول نظرتهم إلى الحديث النبوي الشريف على النتائج التي وضعها المستشرق إجناتس جولدتسيهر (١٨٥٠ – ١٩٢١) في كتابه: دراسات محمدية (٢) ، Muhammedanisch Studien عام ١٨٨٩. وكل من أتى بعد جولدتسيهر اعتمد على آرائه التي ذكرها في هذا الكتاب. ويرى جولدتسيهر: «إنه من الصعوبة بمكان أن ننخل أو نميز وبثقة من كمية الحديث الكبيرة الواسعة، قسما صحيحا يمكننا نسبته إلى النبي أو إلى أصحابه» (٣) . وتوصل جولدتسيهر إلى النتيجة التالية: «إن الحديث النبوي


(١) أثيرت هذه القضية من بعض معاصري الإمام الشافعي. انظر الشافعي، الرسالة، (القاهرة، ١٩٤٠م) ، ص: ٣٦٩ – ٤٠١، ٤٠٥.
(٢) ... Burton , Hadith Studies, p. ii.
(٣) F. Rahman, Islam, (London,) , p., cf. Goldziher, Muhammedanische Studien, (Halle,) ، vol.، p. .

<<  <   >  >>