للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المعتمدة، أو هو الإخبار عن طريق المتن (١) وإنما سمي السند بالسند، كما قال ابن جماعة؛ لأن الحفاظ يعتمدون في صحة الحديث أو ضعفه عليه (٢) . فالإسناد هو قسم أساسي من الحديث، ولذا يقال: إن علم الإسناد هو نصف علوم الحديث، فالإسناد هو المسبار الذي يحاكم كل ما يقال، والحديث الذي لا سند له كبيت لا سقف له أو لا أساس له. (٣)

لقد اهتم العلماء المسلمون بالإسناد وبينوا أهميته من خلال عبارات مشهورة فقد قال محمد بن سيرين: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» (٤) ، وقال سفيان الثوري: «الإسناد هو سلاح المؤمن. فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟» (٥) ، وقال عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (٦) ، ولهذا فعندما كان يسأل أهل البدع عمن أخذوا الحديث كانوا يسكتون لئلا يفتضحوا.


(١) السيوطي، تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، ج: ١، ص: ٤٣، وانظر: John Burton, Hadith studies, p.i..
(٢) السيوطي، تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، ج: ١، ص: ٤٣، وانظر:. p.,art. HADITH: EIvol. iiiTh. W. Juynboll
(٣) عصام البشير، أصول منهج النقد عند أهل الحديث، ص: ٦١.
(٤) مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ١٣٧٤?/١٩٥٥م) ، ط١، ج:١، ص: ١٤، وقارن بـ
J. Robson, '' The Isn?d in Muslim Traditions'', Glag University Ori. ,Soci. Trans.P. , () .
(٥) محمد بهاء الدين، المستشرقون والحديث النبوي، (عمان: دار النفائس، ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م) ، ط١، ص: ١٥ – ١٦، نقلا عن ابن أبي حاتم، المجروحين، ج:١، ص: ١٩، والخطيب البغدادي، شرف أصحاب الحديث، ص: ٤٢.
(٦) مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ج: ١ ص:١٥.

<<  <   >  >>