للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدين عتر (١) ، وهمام سعيد (٢) ، ومحمد عجاج الخطيب (٣) ، ومحمد أبو شهبة (٤) ، هؤلاء كلهم رفضوا آراء المستشرقين ومن تابعهم من المستغربين، تلك الآراء التي تزعم بأن نقد الحديث ومعرفة درجة صحته كانت تعتمد فقط على نقد السند دون المتن، والمشكلة كما يزعم هؤلاء أن نقد السند كان نقدا شكليا، وكان ينقصه منهجية النقد العامة لأي حديث نقد المتن الذي لم يكن له وجود عند العلماء المسلمين (٥) .

أما آراء علماء السنة من المحدثين حول هذا الموضوع فهي أنه كان هناك تكامل وشمول في المنهج النقدي لدى المحدثين بحيث شمل السند والمتن معا، والأدلة من علم المصطلح كثيرة على هذه القضية بحيث نستطيع القول بأن زعم المستشرقين بأن العلماء اعتنوا بنقد السند دون المتن هو على شهرته أشد مزاعمهم ضعفا وأوضحها سقوطا (٦) ، وإن علماء الحديث والفقه قد نقدوا المتن بما فيه الكفاية، ولكن المستشرقين ومن أيدهم يريدون لهذا النقد أن يتجاوز حدود الشرع مما يؤدي إلى رفض الأحاديث التي لم تجد قبولا لدى عقولهم المتحجرة.


(١) انظر كتابه منهج النقد في علوم الحديث.
(٢) انظر كتابه الفكر المنهجي عند المحدثين.
(٣) انظر كتابه أصول الحديث.
(٤) انظر كتابه دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين. وقد كتب العلماء والباحثون المعاصرون مؤلفات عديدة تتكلم على نقد المتن، ومن أهمها: ١- نقد المتن بين صناعة المحدثين ومطاعن المستشرقين لنجم عبد الرحمن خلف، ٢- مقاييس نقد متون السنة لمسفر الدميني، ٣- جهود المحدثين في نقد المتن لمحمد طاهر الجوابي، ٤- منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوي لصلاح الدين الإدلبي.
(٥) انظر جولدتسيهر، دراسات محمدية، ترجمة الصديق بشير نصر، في فصول من كتاب دراسات محمدية من مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد١٠، طرابلس الغرب، ١٩٩٣م، ص: ٥٠٨ – ٥٠٩.
(٦) نور الدين عتر، السنة المطهرة والتحديات، ص: ٦٧ - ٦٨.

<<  <   >  >>