للتوافق مع هذه النتائج، أوّلوا آي الكتاب وبخاصة الآيات ١-١٢ من سورة النجم، والآيات ٢٢-٢٨ من سورة التكوير، التي تتحدث عن إلقاء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقائه جبريل عليه السلام، حيث يقول وات: إن عدم ذكر اسم الملك يشكك في رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم له! ثم بعد ذلك يناقش باستفاضة أن كلمة "أوحى" تعني "اقترح"، ويستقرئ الروايات الإسلامية في ضوء هذا الزعم.
وإذا كان وات يرى هذا فما باله بقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} ( [الدخان:٣] ، وقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}[القدر:١] ، وقوله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: ١٨٥] ، فهل كلمة أنزل تعني اقترح أيضا؟
وماذا سيقول وات وغيره من المستشرقين في آيات الإعجاز التي تشهد يوما بعد يوم أن القرآن ليس من عند رسول أمي عاش قبل ألف وأربعمائة سنة، فهل من حديث النفس للنفس أن ينزل الله سبحانه وتعالى وصفاً دقيقاً لمراحل نمو الجنين لم تهتد إلى مثل دقته البشرية بكل ما أوتيت من أنواع المعارف إلا في القرن التاسع عشر؟
وما رأي وات في المظاهر الحسية -التي ذكرتها الروايات المتواترة المنقولة عمن عاصروه صلى الله عليه وسلم - من تفصُّد جبينه عرقاً في اليوم الشديد البرد، ومن ثقله الشديد الذي لا يحتمله بشر عادي أثناء نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم؟ ومن ذلك ما رواه البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما كان فخذه تحت فخذ رسول الله