الأولى: أن ابن إسحاق فسَّر كثيراً من آيات القرآن الكريم، ومنها مائة آية من سورة البقرة، ونحو مائة آية من سورة آل عمران، ونحو مائة آية من سورة التوبة، وبعض السور كاملة، كسورة النصر.
وهو بذلك يتميز عن عروة في مغازيه في كيفية تناوله لآيات القرآن الكريم في مناسباتها.
الثانية: أن ابن إسحاق تناول كلّ السور القرآنية التي تعرضت لحوادث السيرة النبوية، وهو بذلك يضيف ميزة جيدة للسيرة مما لم يتناوله عروة في مغازيه.
الثالثة: أن ابن إسحاق اهتمّ بالقسمين الثاني والثالث من أقسام السيرة، وهما: النبوة، والغزوات، إضافة إلى بعض الأول، وهو السيرة الذاتية، دون الخصائص والشمائل، فلم يتعرض لهما إلا لماماً.
وبذلك فقد فاته من السيرة النبوية - بالاصطلاح العلمي - شيءٌ كثير.
ثالثاً: مغازي الواقدي:
محمد بن عمر بن واقد أبوعبد الله مولى بني سهم من أسلَم. ولد سنة ١٣٠هـ بالمدينة النبوية، ثم نزل بغداد سنة ١٨٠هـ، واستقرّ فيها، وولي القضاء للمأمون (١) .
روى عن ربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح ومخرمة وابن أبي ذئب ومالك.
روى عنه ابن سعد كاتبه، وابن أبي شيبة، ومحمد بن شجاع، وسليمان
(١) الطبقات الكبرى (٥/٤٢٥) وتاريخ التراث العربي (١ " ٢ "/١٠٠) .