فليس من الغريب أن يسترسل بنا البحث لبيان الرابط والعلاقة بين علمي تفسير القرآن الكريم، والسيرة النبوية، حيث يخدم كلٌّ منهما الآخر، ويسدّ نقصه، وهذا يدعو إلى النظر في أوجه التكامل بين العلمين، وطرح مشروعٍ جديد لزوجية النظرة عند التطرق إلى مواطن العلاقة بينهما، بحيث ينظر المفسِّر في المصادر التاريخية عند تفسير آيات السيرة النبوية، وينظر المؤرِّخ في تفسير القرآن الكريم عند الحديث عن السيرة النبوية الشريفة.
وهذا البحث يفتح الباب لمثل ذلك المشروع الضخم، ويبقى للبحث تكملة في وضع الضوابط، وتأصيل الفكرة، وتحديد الكتب الخادمة لذلك من كتب السيرة الأصلية، وكتب التفسير بالمأثور.
وقد تبين لنا من خلال البحث النقاط المشتركة بين كتب التفسير وكتب السيرة، من الاستشهاد بالآيات القرآنية، والاعتماد على روايات المؤرخين الأقدمين من السلف الصالح، والاهتمام بهذه الفترة التاريخية من التاريخ الإسلامي.
وفي خاتمة البحث أودّ أن أقدِّم مقترحاتٍ للباحثين في هذا المجال، لعلها تسهم في إثراء المكتبة القرآنية والتاريخية على حدٍّ سواء:
أولاً: أن تستقصى أقوال ابن إسحاق، والواقدي في تفسير القرآن الكريم، من خلال سيرتهما، وغيرهما، ليخرج بذلك تفسيران للقرآن الكريم، من أقدم التفاسير القرآنية، ويوجد من ذلك مقدار كثيرٌ مبارك.
ثانياً: أن يستكمل النقص في سيرة ابن إسحاق من خلال تفسيري