للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومنها: ترجيحه للروايات بحيث يقول في بعضها: وهو الثابت عندنا، والقول الأول أثبت عندنا (١) .

وقد انتقد على الواقدي ضعفه في الحديث (٢) ، ولهذا عدة أجوبة:

الأول: أن من المحدثين من وثَّقه، قال مصعب بن عبد الله: الواقدي ثقة مأمون. وقال يزيد بن هارون: ثقة. وقال إبراهيم الحربي: إمام كبير، أمين على أهل الإسلام. وقال أبو عبيد: ثقة. وقال الدراوردي: أمير المؤمنين في الحديث. وقال الصغاني: ثقة (٣) .

الثاني: أنه في المغازي إمام متفقٌ على إمامته فيها، ولا يلزم من ضعفه في الحديث ضعفه في المغازي، كما تقدم القول في ابن إسحاق.

قال ابن سعد: كان عالماً بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم. وقال الخطيب البغدادي: ممن طبق ذكره شرق الأرض وغربها، وسارت بكتبه الركبان في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات والفقه.

وقال الذهبي: العلامة الإمام أحد أوعية العلم –المتفق على ضعفه- وقال: جمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فاطرحوه لذلك، ومع هذا، فلا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم.


(١) مقدمة المغازي للواقدي (١/٣١ – ٣٤) ومراجع مختارة عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلّم/د. محمد ماهر حمادة (٤٧) .
(٢) ضعَّفه البخاري والرازي والنسائي والدارقطني (تهذيب التهذيب: ٩/٣٦٤، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية: ٣٩) واتهمه بعض الأئمة بالوضع (سير أعلام النبلاء: ٩/٤٦٢، ٤٦٣، وتهذيب التهذيب: ٩/٣٦٤، ٣٦٧) .
(٣) تهذيب التهذيب (٩/٣٦٥) وصحيح السيرة النبوية/محمد بن رزق بن طرهوني (٢٥، ٢٦) .

<<  <   >  >>