للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبعد هؤلاء كتب الطبري كتابه الجامع " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " (١) ، وابن أبي حاتم كتابه الجامع في التفسير (٢) ، وابن ماجه، والحاكم، وابن مردويه، وأبو الشيخ، وابن المنذر (٣) . وجميع هذه الكتب بالأسانيد.

وبعد هؤلاء كثُرت الكتابة في التفسير، مع اختصار الأسانيد، والتنوُّع في الموضوعات التفسيرية، كالتفسير الفقهي، والتفسير اللغوي، وغير ذلك، وهذا ما يعرف بالتفسير بالرأي (٤) .

ومن نافلة القول أن ما ينصب عليه اهتمامنا هو التفسير بالمأثور، حيث توجد الأسانيد التي تروي عن الصحابة والتابعين الأحداث التاريخية التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم?، وبالتالي يمكن مقارنتها بكتب السيرة المسنَدة.

وسيكون حديثي عن ثلاثة من التفاسير بالمأثور، وهي: تفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، وتفسير ابن كثير، وسأتناول مرويات الطبري وابن أبي حاتم عن عروة، والزهري، وابن إسحاق؛ لأن كتبهم في المغازي أهم كتب المغازي في الإسلام (٥) .


(١) طبع عدة مرات، وحقق الشيخان أحمد ومحمود ابنا محمد شاكر الأجزاء الأولى منه حتى سورة إبراهيم، في ستة عشر جزءاً.
(٢) طبع في عشرة مجلدات بغير تحقيق من نشر دار الباز، وفيها أخطاء لا تحصى. وحقق د. أحمد الزهراني قسماً من سورة البقرة في مجلد، ود. حكمت بشير ياسين قسماً من سورة آل عمران في مجلد.
(٣) حقق د. سعد بن محمد السعد الأجزاء الأولى منه حتى سورة النساء، وأخرجه في مجلدين.
(٤) الإتقان للسيوطي (٢/١٢٣٥) .
(٥) أما مغازي عروة، وابن إسحاق، فقد تقدم القول فيهما، وأما مغازي الزهري فيقال إنها أول سيرة أٌلِّفت في الإسلام (السيرة النبوية في الصحيحين وعند ابن إسحاق/د. سليمان بن حمد العودة: ٢٧) ، وقد قررت سابقاً أن مغازي عروة هي أول مغازٍ في الإسلام، ولعلّ هذا القول بمعنى أنه أول من دوَّن السيرة ضمن تدوينه للحديث النبوي الشريف؛ لأن الحديث لم يكن مدوَّناً حينئذٍ. (تاريخ التراث العربي/د. سزكين: ١ " ٢ "/٧٤) وقد رويت سيرته مفرَّقة في كتب المغازي والتفسير.

<<  <   >  >>