للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسيرته صلى الله عليه وسلم هي مظهر هذه التطبيقات العملية، فهي جزء من السنة النبوية التي يجب الرجوع إليها في تفسير القرآن، وبذا يُفهم قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "كان خُلُقُه القرآن" (١) .

فتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم العملية للقرآن تفسيرٌ له، كما أن في أقواله صلى الله عليه وسلم ما هو تفسيرٌ له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية " يجب أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:٤٤] يتناول هذا وهذا " (٢) .

وقال ابن القيم " البيان من النبي صلى الله عليه وسلم أقسام: أحدها: بيان نفس الوحي بظهوره على لسانه بعد أن كان خفياً. الثاني: بيان معناه وتفسيره لمن احتاج إلى ذلك.. الثالث: بيانه بالفعل كما بيَّن أوقات الصلاة للسائل بفعله. الرابع: بيان ما سئل عنه من الأحكام التي ليست في القرآن، فنزل القرآن ببيانها.. إلخ " (٣) .

ولتوضيح هذا أقول: إن بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على وجوه (٤) :

الأول: ما أوضح به معنى جملة أو مفردة من مفردات القرآن، وهذا يكون بالقول وبالفعل، فالقول: كتفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين


(١) رواه مسلم في صحيحه بمعناه (كتاب صلاة المسافرين وقصرها/باب جامع صلاة الليل) .
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/٣٣١) .
(٣) إعلام الموقعين (٢/٢٩٥، ٢٩٦) .
(٤) انظر: الرسالة للإمام الشافعي (٩١) وأصول التفسير وقواعده لخالد العك (١٢٨) والتفسير والمفسرون للذهبي (١/٥٥ – ٥٧) .

<<  <   >  >>