للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التفسير تهتمّ بتفسير الآيات المتعلقة بالسيرة وغيرها.

فنجد في كتب السير والمغازي الحديث عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وآبائه، وتجارته، والهجرة إلى الحبشة، وغزوة بدر الأولى، ومؤتة، والطائف، ودومة الجندل، وذات السلاسل، وغيرها مما لم يُذكر في القرآن الكريم.

الثاني: ما يقابل ذلك، وهو أن كتب السيرة تتحدث عن التفاصيل المتعلقة بالغزوات والأحداث التي ذكرت في القرآن الكريم، لأن غرض كتب السيرة توثيق الأحداث والوقائع. في حين أن كتب التفسير تهتمّ بما ورد ذكره في القرآن الكريم عن تلك الغزوة، دون التفاصيل التاريخية الخارجة عن ذلك.

فإذا كان القرآن الكريم قد ذكر غزوة بدر الكبرى، وأشار إلى بعض أحداثها، فإنه لم يذكر كثيراً من تفصيلاتها، كعدد المسلمين والمشركين، وتحسُّس النبي صلى الله عليه وسلم الأخبار عن قريش قبل الغزوة، واستشارة الصحابة، وإلقاء المشركين في القليب.

قال يوسف هوروفيتس " هناك تشابه ملحوظ بين الكتابة في السيرة العطرة وبين كتابات التفسير، ولكن على الرغم من التشابه بينهما، إلا أن هناك فرقاً مهماً بين هذين النوعين من الكتابة، ذلك أن أدب السيرة يمثل الروايات المفردة للحوادث المعروضة بشكل تسلسل زمني، على حين أن كتابات التفسير تعرض هذه الحوادث على شكل تعليقات وشروح على آيات القرآن الكريم حسب ورودها " (١) .


(١) الثقافة الإسلامية (١/٥٣٥) نقلاً عن: مراجع مختارة عن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم/د. محمد ماهر حمادة (٢٣) .

<<  <   >  >>